القدر كان رحيمًا بنصر كاسترو أمام العين!
إن كان أحد سيعض أصابع الندم الليلة، فمؤكد أنه العين الإماراتي “الفائز” وليس النصر السعودي “الخاسر”، في معركة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا..
لكن في حقيقة الأمر كان على العين أن يستغل كم الغيابات في صفوف العالمي لإسقاطه بنتيجة أكثر طمأنينة قبل معركة الإياب في الرياض.
النصر دخل لقاء الليلة في غياب نجمه أندرسون تاليسكا، بجانب مارسيلو بروزوفيتش، عبدالرحمن غريب، وليد عبدالله وغيرهم، بخلاف تعرض ثنائي الطرف سلطان الغنام والأسترالي عزيز بيهيتش للإصابة في بداية الشوط الثاني إلا أن الزعيم لم يستغل كل ذلك.
النصر دخل المباراة خاسرًا!
في بعض الأحيان تدخل فرق مباريات وهي خاسرة بالفعل قبل أن تبدأ، نعم يحدث!؛ إما لأسباب معنوية أو غياب الدوافع أو ما شبه من الأمور التي تصب في الجانب النفسي بشكل كبير.
لكن الليلة النصر دخل اللقاء مهزومًا بسبب مدربه البرتغالي لويس كاسترو، الذي قرر تقديم دفاعه ووسط ملعبه “هدية” لأصحاب الأرض بدلًا من الدخول عليهم بيد فارغة!
كاسترو قبل السفر للإمارات بساعات قليلة، قرر فجأة استبعاد لاعب الوسط المتألق مارسيلو بروزوفيتش لضم المدافع الإسباني إيميريك لابورت، في محاولة لتأمين الدفاع في ظل مشاركة الحارس الكولومبي دافيد أوسبينا بجاهزية غير مكتملة بعد إصابة الحارسين وليد عبدالله وراغد النجار، وإيقاف نواف العقيدي.
ويبدو بهذا القرار أن كاسترو لا يعلم أن خط دفاعه يعاني بوجود لابورت وفي غيابه، فكافة مدافعيه هم نقطة ضعف قوية في الفريق، لكن الوسط في غياب بروزوفيتش يعني خسارة 50% من قوة العالمي حتى ولو كان البرتغالي كريستيانو رونالدو موجودًا داخل المستطيل الأخضر!
قوة بروزوفيتش في وسط العالمي تأتي من كونه حلقة الوصل “الوحيدة” بين الدفاع والهجوم، هو موزع الكرات ومحرك النصر الأساسي، بحكم أنه من يستلم الكرة من المدافعين بالسقوط للخلف ثم التقدم بها بسلاسة، بجانب قدرته على الاحتفاظ بالكرة دون خسارتها لأطول فترة ممكنة، وهو ما كان يؤمن الدفاع من بعض هجمات الخصوم.
هذه المهام لا يفعلها أي من اللاعبين الذين اعتمد عليهم كاسترو في الوسط الليلة سواء أوتافيو أو عبدالمجيد الصليهم أو عبدالله الخيبري، فكانت النتيجة تفوق العين في معركة وسط الملعب، ومن ثم كانت عملية الوصول لدفاع النصر “المتواضع” سهلة.
ويكفي أن نذكر هنا أن النصر مرر الكرة في وسط ملعب الخصم 144 مرة فقط خلال المباراة التي تخطت دقائقها الـ100 دقيقة بالوقت المحتسب بدل من الضائع، مقابل 212 تمريرة للزعماء في وسط ملعب العالمي.
القدر كان رحيمًا بالنصر!
لكن ورغم ذكاء كاسترو المحدود في قراءة تلك المباراة بشكل جيد، كان القدر رحيمًا به في ظل غياب مهاجم العين وهدافه لابا كودجو عن اللقاء للإصابة.
كودجو الذي سجل 17 هدفًا وصنع ثلاثة آخرين خلال 23 مباراة شارك بها الموسم الجاري، لو كان موجودًا في لقاء الليلة، لخرج العالمي من المباراة بهزيمة ثقيلة بالفعل، وتلاعب بالدفاع المتواضع.
العين في المباراة اعتمد في الهجوم على الثنائي؛ لاعب الوسط كاكو والجناح سفيان رحيمي، وكلاهما أتعب بالفعل النصراويين، لكن متخصص منطقة الصندوق بالفعل هو كودجو.
رحيمي لديكم لا خوف عليكم!
ورغم أن وجود كودجو كان سيقود المباراة لنتيجة أكبر إلا أن هذا لا ينفي تألق سفيان رحيمي – صاحب هدف المباراة الوحيد – الكبير الليلة..
المغربي سدد خمس تسديدات منها ثلاث على المرمى، وأهدر فرصة هدف محقق بخلاف الهدف.
لكن عابه سوء إنهاء مراوغاته المزعجة، فقد نجح مرة وحيدة من أصل ثماني محاولات، ولم ينجح إلا في خمس مواجهات ثنائية من أصل 19، وكذلك الالتحامات الهوائية التي فشل في أربعة من أصل ستة منها، بينما فقد الكرة 13 مرة.
كل هذا لا ينفي أنه قام بالدور الأهم ألا وهو تسجيل هدف الفوز، حتى أنه سجل هدفًا آخر، لكن تم إلغاءه بداعي التسلل.
“لنودع كي لا نعاني في رمضان!”
هذا كله يعيدنا لتصريح كاسترو الغريب الذي أطلقه قبل المباراة..
في المؤتمر الصحفي خرج مصرحًا: “هدفنا الأول هو التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، لكن علينا تجاوز التحديات والصعوبات التي تُواجهنا وإحداها هي اللعب في رمضان وصيام اللاعبين. كان على الاتحاد القاري أخذ تلك الأمور بعين الاعتبار”.
يشكو من رمضان من الآن قبل أن يتأهل بالأساس من ربع النهائي! حتى قبل أن يدخل الشهر الكريم ويرى مردود لاعبيه به!، لقد منح لاعبيه “شماعة” جاهزة للتقصير في الاستحقاقات الرمضانية، أي ذكاء هذا الذي يدفع مدرب لكل هذه الأخطاء في مباراة واحدة!
على كلٍ، لا تزال فرصة النصر قائمة في التأهل لنصف النهائي بالفعل، فنتيجة 1-0 خارج الديار، لا تعنى أي شيء بعد!