من التصريحات الرنانة إلى العودة بـ”خفي حنين”..
طبيعي أن تخرج التصريحات من هنا وهناك قبل المباريات وإلا لأُلغيت المؤتمرات الصحفية؛ هناك من يختار التصريحات التي تحترم الخصم، وآخر يفضل منح خصمه الأفضلية للعب على معنوياته، وثالث يشق طريق التقليل والوعيد والتصريحات الرنانة..
الأول والثاني يفضلان الرد في الملعب، أما الثالث فربما هو العامل بمبدأ “اسخر قبل المباراة، لعلك لن تقدر بعدها!”، منطق غريب، لكن يسلكه بعض النجوم الكبار، ربما يظنون أن تلك التصريحات من شأنها أن تؤثر معنويًا على الخصم، لكن في حقيقة الأمر هي غالبًا ما تؤثر على صاحبها أكثر من أي شخص آخر.
ربما أكبر قائد لتلك الفئة في السنوات الأخيرة هو المصري محمد صلاح؛ نجم ليفربول الإنجليزي، الذي ملأ الدنيا صياحًا قبل مواجهة ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 بتصريحات على غرار “حان وقت الانتقام”، “لدينا حساب يجب تصفيته”، “أكثر مواجهة انتظرها”، وما شابه من تصريحات رنانة.
الأغرب فيها أن مو لم يتنصر في تاريخه قط على المرينجي وقد خسر النهائي بالفعل كما خسر قبله وبعده حتى في النسخة الحالية من البطولة القارية بدور الـ16 (5-2) و(1-0)، حتى صاح بعد هزائمه قائلًا: “أريد التنازل عن كافة ألقابي مقابل مواجهتهم من جديد”.
لكن ليس صلاح وحده من يسير على هذا النهج، فبالابتعاد عن أوروبا والانتقال للسعودية حيث الإثارة الكبرى في مختلف البطولات، لا تتوقف مثل هذه التصريحات، الكثيرون “يطقطقون ويصيحون” وفي الأخير يجرون انتكاساتهم خلفهم عقب لعب المباراة محل الحديث.
وفي السطور التالية نستعرض سويًا قرناء محمد صلاح في السعودية من عشاق “الوعود الرنانة ثم حصاد خفي حنين!”..
عبدالرزاق حمدالله
أحدث المنضمين لهذه الفئة، نعم! المغربي مهاجم الاتحاد كثير الجدل بشكل عام، لكن ربما هي المرة الأولى التي يقرر بها إطلاق تصريح قوي قبل مباراة ثم انعكس الأمر عليه سلبًا..
قبل مواجهة الهلال في الموسم الجاري ضمن الجولة الـ22 من دوري روشن السعودي، خرج حمدالله متوعدًا: “هذه المباراة الكبيرة ننتظرها منذ زمن، الهلال فاز علينا في الدور الأول، وهذه المباراة لا تزال في ذاكرتنا، حاليًا نحن مستعدون بما فيه الكفاية لمواجهة الهلال وغيره”.
مستعدون بما فيه الكفاية؟ حسنًا! الاتحاد خسر تلك المباراة 3-1، بل تواصلت الهزائم بعدها فهُزم العميد أمام الزعيم في ربع نهائي دوري أبطال آسيا الموسم الجاري 2-0 ذهابًا ومثلها إيابًا، وحتى في نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي، سقط النمور برباعية مقابل هدف وحيد.
وبالعودة للخلف قبل ذاك التصريح بالأساس، واستمرارًا مع الموسم الجاري، فقد استهله الاتحاد بالخسارة أمام الهلال 3-1 ضمن ربع نهائي كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، وبعده خسر لقاء الدور الأول من دوري روشن 4-3.
كريستيانو رونالدو
الدون قائد النصر لم يطلق الكثير من التصريحات الرنانة في السعودية، لكن أفعاله تتحدث عن نفسها، حتى وضعته في موقف محرج أكثر من مرة ومطالب بطرده من المملكة، جراء لمسه لمنطقته الحساسة أمام الجماهير بهدف إهانتهم.
لكن باقتصار الحديث عن التصريحات، فهو من قال: “إما الموت أو الموت” قبل مواجهة العين في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، لكن في النهاية تلقى فريقه الهزيمة بركلات الترجيح 3-1، وودع البطولة.
حتى أنه بعدها ودع بطولة جديدة بالهزيمة أمام الهلال بثنائية مقابل هدف وحيد، ضمن نصف نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي.
بيتروس ماتيوس
تخصص تصريحات استفزازية بشكل عام، لكنه استلم الهلال تحديدًا خلال فترة وجوده مع النصر وبعده مع الفتح..
البرازيلي الناشط حاليًا في نادي نيوم السعودي، في الأساس يعتمد الأسلوب الاستفزازي سواء في التصريحات أو المواقف داخل المستطيل الأخضر.
لكن قد يكون أكثرهم غرابة هو تصريح “أتمنى جميع مبارياتي تكون أمام الهلال، لأن هذه هي مبارياتي!”.
هذا التصريح خرج رغم أن الزعيم أطاح بالبرازيلي من كأس خادم الحرمين الشريفين عامي 2020 و2023 سواء مع النصر أو الفتح.
وبشكل عام، هُزم بيتروس أمام الكتيبة الزرقاء ست مرات من قبل خلال 12 مباراة في مختلف المسابقات، وفاز في خمس.
جوزيف دي سوزا
“الموت رميًا بالرصاص أفضل لي” هكذا قال البرازيلي في عام 2019 قبل مواجهة الأهلي المصيرية أمام الهلال في دوري الـ16 من دوري أبطال آسيا.
كتب دي سوزا هذه العبارة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”، بعد الخسارة في الذهاب أمام الزعيم بنتيجة 4-2.
لكن في حقيقة الأمر، ودع فريقه البطولة بعدها بأيام، فلم يفلح الأهلي إلا في إحراز هدف وحيد، لم يكن كافيًا لعبور الزعيم.
سعود عبدالحميد
عندما تصل لنهائي كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخك، عليك احترام خصومك، لكن لم يعمل ظهير الهلال بهذا المبدأ..
عبدالحميد عقب الفوز أمام فلامنجو 3-2 في مونديال المغرب 2023، وبينما كان لم يتحدد بعد منافسه في النهائي ما بين الأهلي المصري وريال مدريد الإسباني، خرج الظهير معلقًا: “من سيأتي سنكرمه سواء الأهلي أو ريال مدريد!”
حسنًا! الزعيم خسر في النهاية أمام المرينجي بخماسية مقابل ثلاثة أهداف.
سعد الحارثي
وبعيدًا عن النجوم الحاليين، يعد سعد الحارثي؛ نجم النصر الأسبق، أكثر القدامى إطلاقًا للتصريحات الرنانة مؤخرًا، وفي كل مرة تنعكس سلبًا عليه..
الحارثي قبل مواجهة النصر والعين في ربع نهائي النسخة الحالية من دوري الأبطال، خرج مصرحًا: “سنهزم العين بنتيجة تساوي عدد بطولاته” رغم أن العالمي خسر الذهاب بهدف نظيف.
والمفاجأة أن نبوءة الحارثي لم تتحقق، وودع فريقه البطولة خاسرًا بركلات الترجيح 3-1 بعدما انتهى وقت المباراة بفوز النصر 4-3.
كذلك سخر الحارثي من الهلال قبل مواجهة النصر في نصف نهائي كأس السوبر الموسم الجاري، قائلًا: “بكرة النصر يفطر على الهلال”.
لكن مرة أخرى يخسر العالمي بثنائية مقابل هدف وحيد ويودع بطولة جديدة.
وليد الفراج
ولنختتم هذه السلسلة بالإعلامي الشهير، الذي حاول إسقاط الأهلي المصري ضحية له قبل كأس العالم السعودية 2023..
ملأ الفراج الدنيا ضجيجًا بعدما أوقعت القرعة الأهلي أمام اتحاد جدة في افتتاح المونديال الأخير، فبدأ قائلًا: “لن يحدث للاتحاد كما حدث للهلال، الاتحاد كعبه عالٍ على الأهلي المصري، هذا ما يقوله التاريخ، (أي .. أخ .. ماما .. أتوب)”، في إشارة إلى أربع لقاءات جمعت بينهما قبل الديربي الأخير، انتصر الاتحاد في ثلاثة منها، وتعادلا في واحدة.
وواصل في حلقة أخرى: “الأهلي لم ينتصر على الاتحاد منذ أيام الكرة الجبس”.
لكن كل هذا الصياح تبعه خسارة العميد أمام الشياطين الحمر ووداع المونديال مبكرًا، ليقول الإعلامي السعودي الشهير: “كيف نرقع ما حدث؟، ماذا أقول لتخفيف ما حدث؟، المصريون عصبيون، كنت أمزح معكم فقط!، ثمن المزاح ثلاثة أهداف؟ يا ساتر!، نحن آسفون، نتراجع عما قلنا، الأهلي حكاية.
“هل يمكن أن نلعب سويًا مع الفرق المصرية دون الأهلي؟، ربما يكون هذا حلًا، القميص الأحمر مشكلة، النسر حلق في سماء جدة، وفين يوجعك!، لكن من الجيد أن النتيجة 3-1، هناك تقدم (في إشارة لهزيمة الهلال 4-0 في نسخة المونديال 2021)”.
وأضاف: “الأهلي فريق عظيم، الفارق معه كبير، الاتحاد ضم بنزيما وكانتي ونجوم كُثر، ومع ذلك روح الأهلي انتصرت، وهذا هو سر عظمته وشعبيته في مصر والوطن العربي، الاتحاد كان كعبه عالٍ على الأهلي تاريخيًا، لكن الأهلي سدد اليوم كل الفواتير”.