مدير صندوق أسهم عالمي ومقره ملبورن يضع القضايا المتعلقة بالمناخ على رأس قائمة أولويات الاستثمار الخاصة به مع تكثيف الاقتصادات والشركات الكبرى لطموحاتها البيئية.
وفي هذا السياق، قال “نيك غريفين”، كبير مسؤولي الاستثمار في “مونرو بارتنرز”، إن المناخ سيصبح أحد أكبر مجالات النمو على مدار العشرين عاماً القادمة، حيث تتعهد الكيانات بدءاً من الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى شركة “مايكروسوفت” بأن تصبح محايدة كربونياً. والتمثيل المناخي الآن 18% من الأسهم في “صندوق مونرو للنمو العالمي”، مرتفعاً من أقل من 10% في سبتمبر. وحقق الصندوق عائداً بنسبة 41% العام الماضي مقارنة مع مكاسب بنسبة 5.9% في مؤشر مورغن ستانلي لدول العالم بالدولار الأسترالي، وفقاً لموقع الصندوق على الإنترنت.
وقد صرّح “غريفين” في ندوة عقدها عبر الإنترنت يوم الثلاثاء قائلاً: “ما من شك في أن إزالة الكربون من الكوكب ستحدث في نهاية المطاف، وهناك الكثير من أصحاب المصلحة المؤيدين لذلك هنا”.
حوكمة الشركات
وانتشر الاستثمار الذي يركز على القضايا البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات على مستوى العالم بفعل جائحة كورونا، وتزايد الاستثمار في قطاع التجزئة، والتحفيز الحكومي. كما ارتفعت أسهم الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية على مدى الأشهر القليلة الماضية، إضافة إلى ذلك، فإن فوز “جو بايدن” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيعزز آفاق السياسات الصديقة للبيئة.
والجدير بالذكر أن مجموعة من الدول والشركات قد وضعت نصب أعينها مؤخراً أهدافاً بالوصول إلى نسبة صفر كربوني، حيث صرحت أوروبا أنها تهدف إلى أن تصبح أول قارة محايدة مناخياً بحلول منتصف القرن، بينما حددت الصين موعداً نهائياً لإنهاء الانبعاثات بحلول عام 2060.
وانضمت “مايكروسوفت” الشهر الماضي إلى تحالف الشركات التي تعهدت بتقليل مساهمتها في تغير المناخ.
تغير المناخ
كما علق “غريفين” بالقول أنه في حين عزز انتصار “بايدن” المعركة ضد تغير المناخ، فإن طريق العالم نحو الحياد الكربوني بدأ بالفعل يتكشف. هذا وزادت الأصول في الصناديق البيئية والاجتماعية والحوكمة المتداولة في البورصة بأكثر من الضعف في عام 2020 لتصل إلى أكثر من 200 مليار دولار مدفوعة بصناديق التقاعد والفوائد الألفية، وذلك وفقاً لـِ “شاهين كونتراكتر” المحللة في “بلومبرغ إنتليجنس”.
وقد روج مديرو الأصول، بما في ذلك شركة “بلاك روك”، لأداء استثماراتهم في الصناديق البيئية والاجتماعية والحوكمة.
ولا بد من الإشارة إلى أن أكبر المساهمين في مكاسب الربع الأخير لصندوق “غريفين” البالغ مليار دولار أسترالي (772 مليون دولار) يشملون شركات الطاقة المتجددة الدنماركية “أورستد”، و”فيستاس ويند سيستمز”، بالإضافة إلى شركة “سامسونغ إس دي آي” المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية، وفقاً لأحدث تقارير أداء الصندوق.