من المتوقع أن تتسارع وتيرة الطلب على النفط في النصف الثاني من 2021، وأن يؤدي ذلك إلى تزايد آفاق نمو الاقتصاد العالمي إلى %5.5 وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، أي بزيادة %+ 0.3 عن التوقعات الصادرة في أكتوبر.
وأنهت أسعار النفط تداولات شهر يناير على ارتفاع بقرابة %8 تقريباً، إذ وصل سعر خام النفط المرجعي، مزيج خام برنت، إلى 55.88 دولاراً للبرميل (%+ 7.9 على أساس شهري) بنهاية شهر يناير، كما أنهى خام غرب تكساس الوسيط تداولات الشهر عند مستوى 52.2 دولاراً للبرميل (%+ 7.6 على أساس شهري).
وعلى الرغم من إشارة منحنى العقود المستقبلية للنفط إلى تراجع مستوى العرض على المدى القريب، فإن توقعات الطلب على النفط لهذا الربع ما زالت غامضة، وقد يعززها فقط الطلب على وقود التدفئة في فصل الشتاء، وتعكس الأسعار إلى حد كبير نمو الطلب المستقبلي على خلفية طرح اللقاحات وتعهد السعودية بخفض إمداداتها.
وتكمن المخاطر في أن الجائحة قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعاً، متخطية حتى أبعد من استعداد المملكة لتحمل خفض الإنتاج بمفردها.
ويبدو أن الأمر قد يتطلب تشديد قيود الإنتاج لفترة أطول، إلا أنه ليس من السهل الحفاظ على ذلك داخل تحالف أوبك وحلفائها.
استمرار القيود
أنهت العقود المستقبلية لمزيج خام برنت تداولات يناير الماضي أيضاً على تراجع (أي ارتفاع أسعار العقود الفورية بالمقارنة مع أسعار العقود الآجلة)، في إشارة إلى توقع السوق استمرار قيود الامدادات على المدى القريب، وقد يكون قرار السعودية خفض انتاجها من جانب واحد في شهري فبراير ومارس بمقدار مليون برميل يومياً هو العامل الرئيسي الذي أدى إلى تلك التطورات.
وشهد الأسبوع الماضي تحرك أسعار مزيج خام برنت ضمن نطاق محدود للغاية تراوح ما بين 55 و56 دولاراً للبرميل، إذ ساهمت مخاوف تعافي الطلب على المدى القريب نتيجة لظهور سلالات أشد خطورة من فيروس كورونا في كبح جماح ارتفاع الاسعار.
وكان للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تأثير إيجابي على النفط، إذ كشفت عن تسجيل أعلى معدل انخفاض في مخزونات النفط الخام التجارية منذ يوليو الماضي، هذا إلى جانب إشارة بعض التقارير إلى إمكانية قيام شركات النفط الروسية بإعادة توجيه المزيد من النفط للاستخدام المحلي (بدلاً من تصديره).
كما رحبت الأسواق بأنباء تفيد بأن أحدث لقاح مضاد لفيروس كوفيد – 19 طورته شركة جونسون وجونسون، يؤخذ على جرعة واحدة، مظهراً نتائج تشير إلى التحصين من الإصابة ضد بعض السلالات الجديدة من الفيروس، إلا أن تلك الانباء لم تنجح في دفع أسعار مزيج خام برنت خارج نطاق التداولات المحدودة ليتجاوز أعلى مستوياته المسجلة في 11 شهراً عند مستوى 56.58 دولاراً.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى انخفاض المخزونات العالمية بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً (أو 100 مليون برميل) خلال هذا الربع، بعد الانخفاض الملحوظ الذي تم تسجيله في الربع الرابع من 2020 والبالغ 2.58 مليون برميل يومياً، نتيجة لخفض السعودية إنتاجها.
ويبدو أن القرار السعودي بخفض الامدادات كان مناسباً في ضوء تقديرات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط التي تشير إلى استقرار وتيرة نمو الطلب على النفط من دون تغير يذكر أو تراجعها قليلاً في الربع الأول من عام 2021، ومن المتوقع أن يشهد المخزون انخفاضاً حاداً بمجرد تقدم جهود برامج التلقيح وعودة النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من عام 2021.
تراجع المخزون الأميركي
تراجع المخزونات مؤخراً في الولايات المتحدة بمقدار 9.9 ملايين برميل، لتصل مستويات المخزون إلى 476.7 مليون برميل كما في 22 يناير، أي بما يكفي لتغطية 32.6 يوماً من الاحتياجات المستقبلية، ولتسجل بذلك أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي، كما انخفض إنتاج الخام الأميركي إلى 10.9 ملايين برميل يومياً على الرغم من استمرار تزايد عدد منصات الحفر إلى 295 بنهاية يناير 2021.