قد تضطر الصين للبدء بشراء النفط الخام بأسعار مرتفعة لتجديد مخزونات الخام المتناقصة، ما يؤدي لإضافة مزيد من الضغط على الدولة التي تواجه نقصاً في الطاقة وتسعى لتجنّب أزمة في الديزل.
تقلّصت مخزونات النفط التجارية والاستراتيجية إلى أدنى مستوياتها من حيث السعة المملوءة منذ نوفمبر 2018، وفقاً لشركة “كايروس” (Kayrros) المتُخصّصة في تحليل البيانات، والتي تتعقّب الإمدادات في حوالي 190 محطة. حاولت الصين تهدئة الأسعار هذا العام عبر الإفراج عن احتياطيات النفط الخام، إلا أن أثر ذلك كان ضعيفاً، وأدى فقط لتفاقم التراجع المُطّرد في المخزونات الإجمالية.
قال يونتاو ليو، المحلل لدى “إنيرجي أسبكتس” (Energy Aspects) في لندن: “يبدو المستوى منخفضاً إلى أكبر قدر ممكن، وقد تبدأ المصافي في إعادة التخزين بعد ذلك”.
ارتفع النفط هذا العام نتيجة لتشديد السوق بعد الانتعاش عقب وباء كورونا، ما دفع النفط الخام لأعلى مستوياته منذ عدة أعوام، وجعل إعادة المخزونات أقل جاذبية. حظي المشترون بقدر من الراحة بعدما رفعت أزمة الطاقة العالمية الطلب واتخذت (أوبك +) نهجاً حذراً لتخفيف قيود العرض. يجتمع التحالف الخميس ليناقش سياسة الإنتاج.
تجنّب أزمة
تواجه الصين مشكلة أخرى تتعلّق بتقلّص مخزونات النفط، إلى جانب معاناتها الفعلية من نقص الفحم والغاز الطبيعي الذي أدى لتقنين الطاقة وتقليص الناتج الاقتصادي. اضطر بعض تجار تجزئة الوقود كذلك للحد من تزويد العملاء بكميات من الديزل، فيما تسعى البلاد لتجنّب أزمة طاقة أخرى.
أعلنت الصين في حركة ذات صلة الإفراج عن احتياطيات الديزل والبنزين لتخفيف نقص الإمدادات في تعاقب سنوي، وفقاً لبيان الإدارة الوطنية للغذاء والاحتياطيات الاستراتيجية الأحد.
لا تكشف الصين علناً عن حجم مخزوناتها الضخمة من النفط الخام، لكن عدداً من الشركات تستخدم أدوات مثل الأقمار الصناعية لتقدير الإمدادات. توّقعت “كيروس” انخفاض المخزونات التجارية والاستراتيجية بنسبة 10% منذ منتصف مارس لنحو 919 مليون برميل، بينما ترى كل من “أورسا سبيس سيستمز” (Ursa Space Systems) و”كبلير” (Kpler)، اللتان تتبعان منهجيات مختلفة قليلاً، المخزونات عند أدنى مستوى لها منذ فبراير 2020.
الأسعار العالمية
قالت سيرينا هوانغ، محللة السوق الرئيسية لآسيا لدى “فورتيكسا” (Vortexa)، إن شركات التكرير قد تعيد ملء مخزوناتها بمعدل مدروس بشكل أكبر بعد الارتفاع الكبير الحالي في أسعار الخام. اقترب خام برنت القياسي العالمي لأعلى مستوى 2018، بينما صعد غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى بلغه في 2014.
قال صامويل كونغ، كبير المحللين لدى “إف جي إي” FGE المتخصصة بالاستشارات الصناعية، إن شركات النفط الصينية المملوكة للدولة زادت من مشتريات الخام خلال الشهرين الماضيين لتجديد مخزوناتها التجارية، رغم ارتفاع أسعار النفط.
أضاف: “أدت أشهر من الاستنزاف لاستنفاد مخزوناتهم إلى حد كبير، ما دفعهم لزيادة الواردات بهدف الحفاظ على مستوى معين من مخزونات الخام. يمكننا أن نرى انتعاش المشتريات لأغراض التخزين في الشهور المقبلة بعد الهبوط المتوقع في أسعار النفط الخام”.
