في محافظة الحديدة، غربي اليمن تعد صناعة القوارب، واحدة من أبرز الأنشطة التقليدية الرافدة لقطاع الصيد الذي تعتمد عليه آلاف الأسر على ضفاف البحر الأحمر.
ويعتمد المئات من الصيادين اليمنيين في عشرات القرى المتناثرة على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر على اقتناء قواربهم من معامل تقليدية تمتهن صناعة القوارب بطرق يدوية خصوصا تلك المنتشرة في مدينة الخوخة جنوبي الحديدة نظرا لتمتعها بمواصفات فريدة.
وتشيد هذه المعامل قواربها من الأخشاب، لكن كلفة الأخشاب وارتفاع أثمانها، فضلا عن وجود بدائل زهيدة الثمن، أجبر أصحاب هذه المهنة المتوارثة على التخلي عن الخشب، والتحول لصناعة قوارب الفيبر جلاس.
وتتراوح أسعار القوارب من 480 ألف ريال يمني إلى ما يقارب من 48 مليون ريال يمني، إذ يعود ذلك إلى طول وحجم القارب.
مراحل صناعة القوارب
وتبدأ صناعة القارب في معمل”الزئبق” ، ومعمل “الحمادي للفيبر جلاس”، بوضع مقاسات أقمشة “الفيبر جلاس”، على قارب قديم يستخدم كمجسم لرسم القوارب الجديدة.
ثم يتم طلاؤه بالصمغ، ويترك ليجف عدة ساعات، حتى يصبح ذلك المجسم صلبا، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
ويتراوح إنتاج معملي “الزئبق”، و”الحمادي للفيبر جلاس”، من القوارب ما بين 3 إلى 7 قوارب لكل منهما يوميا، لكن القوارب الكبيرة تأخذ وقتا أطول لتجهيزها .
ويسهم عدد من العمال والفنيين في الوصول إلى ذلك العدد يوميا، إذ يعمل في كل مصنع نحو 11 عاملا فنيا، لكن في الأيام التي يشتد الطلب فيها على القوارب، يوظف المعمل الواحد نحو 30 فنيا.
كما زاد الطلب على القوارب، نتيجة قيام بعض المنظمات بشراء كميات من القوارب، حتى توزعها على أسر الصيادين الفقراء، ما ساهم أيضا في انتعاش هذه الصناعة التقليدية.