تشير بيانات حديثة إلى انخفاض النمو الاقتصادي الصيني بصورة حادة على المدى المتوسط، في حال الفشل في السيطرة على فيروس كورونا المتفشي بوتيرة متسارعة.
جاء ذلك بالاستناد إلى تقديرات المؤسسات المالية الرائدة عالمياً، ومنها «جي بي مورغان» و «وول ستريت» التي تشير إلى نمو الناتج الإجمالي الصيني بنسبة 1% فقط خلال الربع الأول من 2020، ما يشير إلى إمكانية السيطرة على الوباء خلال الأسابيع القادمة.
المنطقة السلبية
بخلاف ذلك، من المتوقع أن يتحول النمو الصيني إلى المنطقة السلبية، الأمر الذي قد يهدد أكثر من نصف البنوك الصينية بشكل مباشر، فإذا انخفض الناتج الصيني إلى 4.15% يعني ذلك أن أكبر 30 بنكاً في البلاد ستنمو بمقدار 5 مرات فقط، وسينعكس ذلك على دخول الصين في دائرة ديون معدومة، تُقدر بتريليونات الدولارات، ويفتح المجال أمام موجة من التخلف عن السداد.
تجدر الإشارة إلى ان البنوك الصينية تعاني بالفعل من معدلات كبرى في التخلف عن السداد، حيث سجل الاقتصاد الصيني العام الماضي أبطأ وتيرة له في السنوات الثلاثين الماضية، بينما بلغ الركود في النظام المصرفي ذروته على مدى السنوات العشرين الماضية.
مخاطر الإفلاس
وفي هذا الصدد، حذر يو تشون محلل المعهد الوطني للتمويل والتنمية من إفلاس العديد من الشركات والمؤسسات الصينية حال عدم السيطرة على تفشي «كورونا»، متأثرة بالتخلف عن سداد الديون، ما يزيد من أعباء القطاع المصرفي الذي يعاني من خسائر الحرب التجارية.
خفض السيولة
ومن المحتمل أن تضطر البنوك الصينية إلى خفض سيولتها، تحت ضغط ملايين الشركات التي ستجمد عملياتها ومن ثم ستتخلف عن السداد.
وحتى الحكومة الصينية لن تتمكن من طباعة أموال جديدة لإنقاذ النظام المصرفي دون عواقب وخيمة على الاقتصاد، الذي يعاني بالفعل من أعلى معدل تضخم منذ 9 سنوات.
والبنوك الحكومية الأربعة الكبرى في الصين – التي تسيطر على أصول تزيد قيمتها على 14 تريليون دولار – تتداول حالياً بمتوسط 0.6 ضعف القيمة الدفترية المتوقعة، وهو انخفاض قياسي، ما يعني أن سوق الأصول المصرفية سيتكبد خسائر بنحو 6 تريليونات دولار على الأقل.
أسهم البنوك
تأكيداً على ذلك، ذكرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية أن ردة الفعل على تفشي الفيروس والتوقف الجزئي للإنتاج كانت عنيفة من جانب أسهم البنوك الصينية، حيث تراجعت أسهم «أي سي بي سي» – شركة الائتمان الصينية العملاقة التي تدير أصول تزيد عن 4 تريليونات دولار- بنسبة 11% منذ بداية العام، وانخفضت أسهم بنك التعمير الصيني بنسبة 7.6% خلال الفترة نفسها.