تُعاني أفريقيا من ضعف استغلال مصادرها المتجددة والغنية، على الرغم من الأهداف الرامية إلى إيصال الكهرباء لحوالي 60 مليون منزل جديد في القارة بحلول عام 2030.
وقد سلّط وناجولي تشارلز وايناينا، مدير قسم المشتريات لشركة توليد الكهرباء في كينيا، الضوء على هذه المشكلة أثناء زيارته لمعرض الشرق الأوسط للطاقة، فعالية الطاقة العالمية الأضخم في المنطقة، والتي تُقام ضمن مركز دبي التجاري العالمي في الفترة بين 3-5 مارس المقبل.
وفي هذا السياق، قال السيد وايناينا خلال استضافته في المعرض الذي تنظمه مجموعة ’إنفورما ماركتس‘: “خضع مشهد الطاقة مؤخراً في أفريقيا إلى تحول كبير من خلال تركيزه على مصادر الطاقة المتجددة لزيادة فعالية النهج المعتمد في هذا المجال. ويهدف هذا التحول النموذجي إلى زيادة التركيز والاستثمار في الطاقة المتجددة، كتقنيات الحرارة الجوفية وطاقات الرياح والشمس والكتلة الحيوية. كما أعتقد أن الاهتمام المتزايد بالطاقة المتجددة جاء بعد إدراك عدم كفاية الطاقة الكهرومائية -التي كانت المصدر الأكبر للطاقة في أفريقيا- خصيصاً بعد الانخفاض الكبير في موارد المياه الناجم عن التغير المناخي. وبالمثل، فإن توليد الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري أمر غير جيد، حيث تُعتبر هذه المواد مثل الفحم والديزل والبنزين مصادر غير صديقة للبيئة وتسبب التلوث وانبعاثات الكربون، كما أن استخدامها مُكلف لاقتصادات القارة الأفريقية التي تعاني من قيود كبيرة من هذه الناحية”.
وأكد المسؤول الكيني أن هنالك الكثير من المبادرات التي من شأنها استغلال الموارد الطبيعية في أفريقيا، موضحاً: “أظهرت الأبحاث أن أفريقيا غنية بمصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية والحرارة الجوفية، لكن لا يتم استغلالها بشكل مثالي. وقد أثبتت مصادر الطاقة المتجددة أنها أرخص وأكثر استدامة وموثوقية من غيرها. ومع زيادة عمليات التصنيع في أفريقيا، تحرص الحكومات على ضمان توفير الطاقة بأسعار تنافسية، كحافز اقتصادي للشركات في إطار سعيها لدعم الصناعة في القارة. كما أنها أقل تأثيراً بالبيئة كونها لا تسبب الكثير من انبعاثات الكربون، وهي تتماشى مع أهداف الحكومات الأفريقية المتمثلة بالتركيز على خفض الانبعاثات مع زيادة توفير الطاقة للمواطنين والمستثمرين”.
وتأتي تعليقات وايناينا في الوقت الذي صرحت فيه مجموعة البنك الأفريقي للتنمية أن الدول الـ 54 التي تشكل القارة الأفريقية تحتاج إلى متوسط استثمار سنوي يتراوح بين 29 و39 مليار دولار أمريكي حتى عام 2025 لتطبيق صفقة الكهرباء الجديدة لأفريقيا. وتهدف الصفقة الجديدة إلى توفير الكهرباء لعدد أكبر من الأسر الأفريقية، حيث تبلغ نسبة الذين تصلهم الطاقة حوالي 35%- 45% من سكان القارة فقط.
ويتطلع السيد وايناينا عبر معرض الشرق الأوسط للطاقة، إلى التواصل مع الشركات المصنعة للمعدات الكهربائية الاستراتيجية وقطع الغيار والآلات، والتي تدعم بدورها عملية توليد الطاقة باستخدام تقنيات الحرارة الجوفية. وتعليقاً على ذلك، قال وايناينا: “إنّ اهتمامي الخاص بتأسيس سوق توريد أوسع للحلول الكهربائية يُعتبر خطوة استراتيجية لتنفيذ أهدافنا. كما أعتقد أن جلسات الحوار والتواصل مع المصنعين والتجار، ستساعد على تنمية التعاون المشترك بهدف تطوير حلول سوق التوريد لشركتنا وتحقيق المنفعة المتبادلة”.
ويُعتبر المسؤول الكيني عضواً من منصة التواصل الحصرية لمعرض الشرق الأوسط للطاقة، التي تضم أكثر من 300 شخص من صُناع القرار العالميين وخبراء صناعة الطاقة من جميع أنحاء العالم.
ويهدف برنامج المنصة الذي يُعقد ضمن مكان خاص بعيداً عن أرض معرض الشرق الأوسط للطاقة، إلى تسهيل اللقاء بين أبرز الجهات المعنية، لاستكشاف فرص جديدة وتحقيق أعلى مستويات التعاون.
من جانبها، صرّحت كلوديا كونيتشنا، مديرة معرض الشرق الأوسط للطاقة: “توفر هذه الفعالية الفرصة للأعضاء لتطوير شبكتهم العالمية، ومناقشة التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف والتوسع إلى أسواق جديدة وسط أجواء مرموقة”.
ويستقبل المعرض هذا العام -الذي كان يُعرف سابقاً باسم معرض الشرق الأوسط للكهرباء – أكثر من 1,200 جهة عارضة تمثل أكثر من 130 دولة، ستستعرض أثر التكنولوجيا المتقدمة في تغيير كامل منظومة الطاقة. كما تضم الفعالية الضخمة سلسلة مؤتمرات استراتيجية تحت عنوان رئيسي: “التحول في قطاع الطاقة، ربط العالم: الطلب والرقمنة والتنويع” وستضم المؤتمرات أكثر من 150 متحدثاً مرموقاً لاستعراض التحليلات الدقيقة والتباحث حول الآفاق المستقبلية، وذلك بحضور نخبة مزودي الخدمات والحكومات وجهات التوريد ومدراء المشاريع والمقاولين.
الثلاثاء, أغسطس 9, 2022
