حددت شركة “بلو أوريجن” (Blue Origin) الصانعة للصواريخ، والتي أسسها الملياردير جيف بيزوس، يوم 20 يوليو كموعد لإطلاق أول رحلة لها لنقل الأشخاص إلى الفضاء.
تخطط الشركة لبيع مقعد واحد على متن صاروخ “نيو شيبرد” في المزاد العلني. وستكون مدة الرحلة 11 دقيقة إلى الفضاء شبه المداري، على ارتفاع حوالي 100 كيلومتر.
وسيكون هذا المقعد هو الوحيد المتاح للشراء على متن الرحلة. وستذهب العائدات إلى مؤسسة “كلوب فور ذا فيوتشر” التابعة لشركة “بلو أوريجن”، والتي تدعم تعليم الرياضيات والعلوم.
منافسة على سياحة الفضاء
تشير الخطط إلى تقدم كبير لشركة “بلو أوريجن” التي تتنافس مع كلا من شركة “سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز” التي يملكها إيلون ماسك، ومع شركة “فيرجن غالاكتيك هولدينغز” المدعومة من ريتشارد برانسون، لإنشاء سوق الرحلات السياحية إلى الفضاء.
بعد رحلة تجريبية في 14 أبريل، ألمح بيزوس على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن موعد نقل شركة “بلو أوريجن” للركاب بات يقترب.
وتعليقاً على الموضوع، قالت أريان كورنيل، مديرة مبيعات رواد الفضاء في “بلو أوريجن”، يوم الأربعاء الماضي، في مكالمة فيديو مع الصحفيين: “بعد الرحلة الأخيرة، قلنا إن الوقت قد حان لوضع الأشخاص على متن الرحلة الأولى”.
يتزامن موعد أول رحلة للشركة تحمل طاقماً، مع الذكرى السنوية الثانية والخمسين لخطوات نيل أرمسترونغ الأولى على سطح القمر. وذلك على الرغم من أن المديرين التنفيذيين لشركة “بلو أوريجن” لم يذكروا ذلك في المكالمة.
وأوضحت كورنيل أن الشركة جمعت بيانات كافية من 15 رحلة تجريبية لصاروخها، و16 هبوطاً للكبسولة لتكون جاهزة للخدمة التشغيلية. وأشارت إلى أن الشركة التي تتخذ من مدينة كينت في ولاية واشنطن مقراً لها، ستجري “رحلتين إضافيتين” تحملان أشخاصاً هذا العام، بعد رحلة يوليو.
ورفضت “بلو أوريجن” تحديد عدد الأشخاص الذين سيسافرون في رحلة الشركة الأولى التي تحمل بشراً، أو ما إذا كانوا موظفين أو عملاء. كما رفضت الشركة تقديم تفاصيل حول أسعار التذاكر.
تجارب الإطلاق
تخطط “بلو أوريجن” لنقل ستة رواد فضاء على متن رحلات ستعبر ما يسمى بخط كارمان، وهو خط حدود فضائية تصل ارتفاع إلى 100 كيلومتر. حيث تنفصل كبسولة الطاقم أثناء الرحلة، ثم تهبط بالمظلات على بعد أميال قليلة من صاروخ “نيو شيبرد” القابل لإعادة الاستخدام.
وقد هبط صاروخ “نيو شيبرد” التي يبلغ ارتفاعه 18 متراً بنجاح في منطقة الإطلاق التابعة لشركة “بلو أوريجن” في غرب تكساس الشهر الماضي، وذلك ضمن إطار رحلته التجريبية الخامسة عشرة له.
وسيحظى العملاء بتجربة لمدة أربعة أيام، بما في ذلك ثلاثة أيام من التدريب الأولي في موقع إطلاق الشركة بالقرب من فان هورن، تكساس، على بعد حوالي 120 ميلاً (1 ميل = 1,609 كم) جنوب شرق إل باسو.
تجربة سياحية مُكلفة
وأضافت كورنيل إن الشركة قد بنت أماكن إقامة، بما في ذلك كافيتريا، وتتوقع أن تكون الجبال ذات المناظر الخلابة والصحراء المرتفعة نقطة جذب أخرى لعملائها. وتابعت: “يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة قبل أن ينطلقوا في رحلة العمر”.
ومن جهتها تملك شركة “فيرجن غالاكتيك” حوالي 600 عميل دفعوا ما يصل إلى 250 ألف دولار لكل منهم مقابل رحلة مستقبلية إلى الفضاء. وتوقفت الشركة عن إجراء الحجوزات في أواخر عام 2018. إلا أنها تخطط للاستئناف في وقت لاحق من هذا العام بعد أن نقلت ريتشارد برانسون، إلى الفضاء شبه المداري في إحدى رحلاتها الأولى. وقال التنفيذيون إن الأسعار من المرجح أن ترتفع بسبب الطلب.
علاوةً على ذلك، تستعد “سبيس إكس” أيضاً للعملاء المستعدين للدفع. وبحلول شهر سبتمبر، ستنقل شركة إيلون ماسك، رائد الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان، وثلاثة آخرين في مهمة متعددة الأيام للدوران حول الأرض؛ وقد صُمّمت الرحلة لجمع الأموال ورفع الوعي لصالح “مستشفى سانت جود” لأبحاث الأطفال.
كما ستنقل “سبيس إكس” أربعة رجال إلى محطة الفضاء الدولية العام المقبل في مهمة خاصة لصالح شركة “أكسيوم سبيس” (Axiom).