يواجه الخبراء الإستراتيجيون في وول ستريت مهمة شبه مستحيلة في محاولة تحليل آفاق عملة بتكوين والعملات المشفرة الأخرى بعد تراجع متقلب. ومع ذلك، ما زالوا يحاولون، ويتوقع البعض خطر حدوث المزيد من المشكلات في المستقبل.
يعتقد فريق “جيه بي مورغان تشيس آند كو” بقيادة “نيكولاوس بانيغيرتزوغلو” أنه من السابق لأوانه الإعلان عن نهاية تراجع “بتكوين”. وفي الوقت نفسه، أشارت “غولدمان ساكس”، في تقرير واسع النطاق، إلى أن التقلبات الشديدة تعيق جاذبية العملة المشفرة للمستثمرين من المؤسسات. كذلك حذرت شركة “ميدلي غلوبال أدفيسورز إل إل سي” من خطر حدوث تداعيات إذا انخفضت عملة بتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار.
كتب المحللون الاستراتيجيون في شركة “جيه بي مورغان” يوم الجمعة أنه من السابق لأوانه النظر في نهاية الاتجاه الهبوطي الأخير لعملة “بتكوين”، مشيرين جزئيا إلى إشارات الزخم وضعف الشراء من صناديق عملة بتكوين والعقود الآجلة المنظمة (المسجلة والمتداولة وفقا لقواعد بورصة التداول).
الصعود بعد ضربات متتالية
استقرت أكبر عملة مشفرة يوم الإثنين، حيث صعدت صباح اليوم بنسبة 6% تقريبا لتصل إلى 35600 دولارا اعتبارا من الساعة 11:12 صباحا بتوقيت هونغ كونغ، بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت الكثير من التقلبات.
أدى انخفاض عملة بتكوين بأكثر من 40% عن المستوى القياسي المسجل منتصف أبريل الماضي لتلاشي حماس المضاربة.
وعانت العملات المشفرة من مجموعة من الضربات في الأيام الأخيرة، بداية من انتقادات “إيلون ماسك” لاستخدام عملة “بتكوين” للطاقة وبشأن قبولها للمدفوعات، وصولا إلى تصعيد الخطاب من قبل السلطات التنظيمية ضدها في الصين.
كما أشارت شخصيات بارزة مثل “مارك كوبان” إلى الخطر المتمثل في أن يضطر بعض المستثمرين أصحاب الديون المضمونة بأصول (يقترض المال لشراء أصول لتحقيق الربح من الفارق بين الفائدة على القرض والعائد من الأصول) إلى بيع أصولهم من العملة المشفرة، وهو أمر وصفه على موقع “تويتر” بأنه “التصفية العظيمة” (في إشارة إلى تصفية المستثمرين لأصول العملة المشفرة ببيعها).
وجاء في التغريدة: “أعتقد أن هذه هي “التصفية العظيمة”.
التقلبات تجذب الانتباه
في تقرير متعدد الأجزاء، أشار محللو “غولدمان ساكس”، بمن فيهم أليسون ناثان و جيفري كوري وزاك باندل وكريستيان مولر غليسمان، إلى مجموعة متنوعة من الاتجاهات. وشمل ذلك لحاق عملة إيثيريوم بـ “بتكوين” كمخزن للقيمة وتقلبات العملات المشفرة التي قد تشكل تحديا للمشترين المؤسسيين.
كما كتب ماثيو ماكديرموت، الرئيس العالمي للأصول الرقمية في “غولدمان ساكس”، أن الشركة تنظر للعملات المشفرة، وكأنها منتجات مهيكلة تشبه الأوراق النقدية.
بصرف النظر عن الحجم الهائل للتراجع في العملات الافتراضية الأسبوع الماضي، حيث انخفض مؤشر “بلومبرغ غلاكسي للعملات المشفرة” (Bloomberg Galaxy Crypto) بنسبة 40% تقريبا، وهو أكبر رقم مسجل منذ الاضطرابات الناجمة عن تفشي وباء فيروس كورونا في شهر مارس من العام الماضي، فقد جذبت تقلبات الأسعار الهائلة خلال اليوم انتباه المستثمرين أيضا.
العوائد إلى المخاطرة
أعرب الخبير الاستراتيجي في المشتقات المالية في شركة “أر بي سي”، آمي وو سيلفرمان في مذكرة يوم الأحد عن اعتقاده بأنه بناء على مؤشر العوائد المعدلة حسب المخاطر والمعروف باسم “معدل شارب” (معادلة وضعها “ويليام شارب” لقياس العائد الاستثماري المعدل حسب المخاطر لمعرفة مصدر الربح من جودة الاستثمار ذاته او تحمل المخاطر)، كان أداء عملة بتكوين أفضل من أسهم “تسلا إنك” أو صندوق “إس بي دي أر ستاندرد أند بورز 500 إي تي إف تراست” المتداول في البورصة أو صندوق “إنفسكو كيو كي كيو تراست سيرايس 1”.
لا تزال عملات “بتكوين” و”إثيريوم” وعملات الميم الافتراضية مثل “دوج كوين” تحقق مكاسب كبيرة على مدى الأطر الزمنية الأطول، مثل العام الماضي حيث حققت عملة “دوج كوين” حوالي 12000%.
بالنسبة إلى “بن إمونس”، المدير العام لوحدة استراتيجية الاقتصاد الكلي العالمية في شركة “ميدلي غلوبال أدفيسورز” في نيويورك، فإن عملة بتكوين ترسخ سيطرتها على الأسواق من خلال التقلبات والسيولة والارتباط (ارتباط الاداء بأصل آخر).
