رأى تقرير موقع «أكسفورد بزنس غروب» أن العديد من مؤسسات التعليم العالي الخليجية تخطط للتوسع بتقديم مجالات وتخصصات جديدة للعام الدراسي المقبل، مع التركيز على دعم احتياجات المنطقة لاقتصاد ما بعد جائحة كورونا خصوصا في المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وقال التقرير: «إن التداعيات الاقتصادية لكورونا شجعت مؤسسات التعليم العالي في الخليج على تكييف عروضها التعليمية ودوراتها للمساعدة في دفع التعافي الاقتصادي لبلدانهم، وسلطت كورونا الضوء على أهمية الأنظمة الرقمية في العديد من المجالات، خصوصا التعليمية، ونتيجة لذلك فقد سجلت دول الشرق الأوسط زيادة كبيرة في الدورات التدريبية الرقمية والتعليم عن بعد».
وأضاف: «على سبيل المثال ستطلق الجامعة الكندية – دبي في الخريف المقبل دورات جديدة في مجالات الأمن السيبراني والبرمجيات وعلوم الكمبيوتر، كما ستطلق جامعة ميدلسيكس دبي دورات جديدة في الهندسة الإلكترونية والأمن السيبراني، إضافة إلى دوراتها الحالية في تكنولوجيا المعلومات والروبوتات وعلوم البيانات وإدارة الشبكات والحوسبة السحابية».
ونقلت «أكسفورد بزنس» عن محمد السقاف رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية: «يجب على جامعات المنطقة توفير البرامج والمناهج التعليمية الجديدة على أسس رقمية إضافة إلى خيارات أكثر من التخصصات في مجالات معينة، وذلك لضمان استعداد الخريجين الجدد للثورة الرقمية المقبلة والعمل في بيئة متعددة التخصصات عبر تنويع الصناعات والمجالات».
وتابع السقاف: «توفير مناهج وبرامج جديدة في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني وتحليل البيانات سيمكن أصحاب العمل من ملء وظائف شاغرة من خلال الخريجين الذي سيصبحون على دراية جيدة في تلك المجالات، فضلا عن اكتسابهم للمهارات الرقمية من دون الحاجة لإعطائهم دورات تقوية بين فترة وأخرى».
تقنيات مساعدة
وأوضح التقرير أن التكنولوجيا المالية تشكل مجالا آخر يشهد اهتماما متزايدا بين جامعات المنطقة، وتأتي أهمية هذه التقنية في أعقاب تفشي فيروس كورونا في العام الماضي عندما ساعدت المستهلكين حول العالم على دفع ثمن منتجاتهم عبر الإنترنت مع الالتزام بارشادات التباعد الاجتماعي.
من جانبه، قال أنيس اللواتي عميد كلية عمان للدراسات المصرفية والمالية: «التكنولوجيا المالية تعيد تشكيل قواعد اللعبة في المناهج التعليمية للجامعات حول العالم وعلينا أن نشكل هذه التقنيات في برامجنا الأكاديمية. لذلك، نركز برامجنا التعليمية في الكلية على القطاع المصرفي ونوسع أنشطتنا لتلبية احتياجات الشركات المالية غير المصرفية ما يضمن حصول الخريجين من الكلية على المهارات اللازمة».
وأكد «أكسفورد بزنس» أن مؤسسات تعليمية خليجية أعطت أهمية متزايدة أيضا لمجالات أخرى نتيجة تطورات كورونا، وأبرزها المجال الطبي والهندسة الكيميائية وهندسة تحلية المياه فضلا عن إدارة سلاسل التوريد، لافتا إلى أن هذه التحولات التعليمية نحو مجالات جديدة تكمل إستراتيجيات وخطط دول المنطقة لتنويع مصادر الدخل.
بدوره، قال أحمد حواله نائب رئيس جامعة الأمير مقرن في السعودية: «التركيز على أولويات خطة «رؤية 2030» في المملكة أدى إلى إنشاء كليات وبرامج متخصصة في مجالات ذات امكانات استثمارية قوية مثل السياحة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني ومجالات هندسية محددة».
وذكر التقرير أن أماكن أخرى من منطقة الخليج أطلقت مؤسسات تعليمية وأكاديميات متخصصة بالشراكة مع القطاع الخاص للمساعدة على تلبية احتياجات السوق، وأحد الأمثلة على ذلك إطلاق معهد بوليتكنيك – البحرين لأكاديمية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة مايكروسوفت ومنظمة «تمكين» الحكومية في سبتمبر من العام الماضي، لافتا إلى أن هذه الأكاديمية هي الأولى من نوعها في المنطقة وستقدم برامج متخصصة لتعزيز قدرات الابتكار والابداع في مجال الذكاء الاصطناعي الذي تتزايد أهميته يوما بعد يوم عالميا وليس خليجيا فحسب.