عادت مزادات المهور الأصيلة إلى مستوى عام 2018 بسبب إقبال الزبائن الخليجيين والأميركيين على الشراء بالنظر إلى قدرتهم على السفر إلى أوروبا لانتقائها، عكس الزبائن الأستراليين واليابانيين، الذين حالت القيود الصحية دون تنقلهم.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية إلى أن الفاعلين في هذا السوق يترقبون انتعاشا مستمرا، يسمح بالاقتراب من مستوى 2019، الذي بلغ فيه حجم سوق الأحصنة العالمي 2.9 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى أن حالة من الارتياح سادت آخر مزاد نظم منتصف هذا الشهر في مدينة دوفيل الفرنسية، إذ جمع هذا الحدث المرموق مشترين من جميع أنحاء العالم، جاؤوا يبحثون عن سلالات شابة لتصبح خيول سباق.
وتراجع حجم سوق الأحصنة العام الماضي بنسبة 20 في المئة وشهد تقلبا كبيرا بسبب «كوفيد 19»، كما تأجلت الكثير من عمليات البيع بسبب القيود التي فرضت على السفر، لكن الأمر تغير هذا العام.
وبلغت قيمة المبيعات خلال الأيام الثلاثة لمزادات دوفيل 46.8 مليون دولار. وأوضح إيريك هويو الذي يرأس الشركة المنظمة للحدث وتدعى أركانا أن هذه النتائج مشرفة. مضيفا «نشعر بالراحة لأننا بلغنا هذا المستوى الذي سبق أن بلغناه في 2018». لكن النتائج المحققة أقل من تلك التي سجلت في 2019، التي تحقّق فيها رقم قياسي بقيمة 50.3 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن معدل سعر المهر الأصيل بلغ 190 ألف دولار من إجمالي الخيول المعروضة للبيع، البالغ عددها 342 حصانا، منخفضا بنسبة 13 في المائة مقارنة بـ2019.
ويعود انتعاش عمليات البيع إلى الحضور القوي للزبائن الخليجيين والأميريكيين والأوروبيين الذين تمكنوا من السفر هذه السنة في غياب زبائن من أستراليا واليابان، لم يتمكنوا من السفر بسبب القيود المفروضة على السفر في بلدانهم. ويأتي تطور سوق الأحصنة في خضم ارتفاع تكاليف إنتاج المربين، ما أثر على هوامش الربح بحسب لوفيغارو.
ولم تدخر «أركانا» وهي الشركة المنظمة للحدث، أي جهد لإنعاش السوق، لدرجة أنها استأجرت طائرة خاصة في نيويورك حيث أبرمت أولى صفقات الموسم لنقل زبائنها، كما سرّعت عملية الانتقال الرقمي بسبب «كوفيد 19»، حيث أصبح بإمكان الزبائن الاطلاع على تسجيلات فيديو للأحصنة المعروضة للبيع وأيضا ملفاتها الطبية.
مقاومة آسيا
وسجلت المزادات أرقاما قياسية، إذ اقتنت المليارديرة البريطانية ليدي بامفورد مهرة بقيمة 2.8 مليون دولار. وقال نيكولاس دي شامبور مالك مربط Haras d’étreham الذي عرض هذه المهرة إن الفئات الأصيلة والراقية ما تزال تواصل تفوقها في السوق، لأن الزبائن أكثر انتقائية في خياراتهم ويرغبون في امتلاك سلالات جميلة.
وتمثل المهور الأصيلة من 40 إلى 50 في المئة من إجمالي مبيعات الأحصنة. وفي عام 2019، بلغ حجم سوق الأحصنة 2.9 مليار دولار موزعة بالتساوي بين ثلاث مناطق، هي أوروبا وتشمل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، ومنطقة أستراليا وآسيا. وكانت منطقة آسيا وأستراليا الأكثر مقاومة العام الماضي، إذ تراجعت المبيعات فيها بنسبة 6 في المئة، بينما تراجعت بنسبة تتراوح من 20 إلى 25 في المئة في العالم.