يسعى المستثمرين في أسواق الأسهم، إلى محاولة التنبؤ بأسعار الأسهم في المستقبل، من أجل تحقيق أرباح رأسمالية ونقدية نتيجة هذا الارتفاع، وتختلف طريقة كل مستثمر للوصول لقرار شراء سهم يتنبأ أنه سوف يحقق ارتفاعاً خلال الفترة القادمة بناءً على معطيات كثيرة، لكن كيف نعرف فرص ارتفاع قيمة الأسهم؟
1 – عائد الربحية
تعتبر الأرباح انعكاسا لوضع الشركة، فإذا حققت نموا في الأرباح وبشكل مستمر، فهذا مؤشر على فرصة لصعود السهم، فهي تدل على أن الشركة لديها إدارة جيدة وميزة تنافسية وقدرة على خلق المزيد من الأرباح.
الطريقة لحساب تأثير معدل الربح لقياس فرص صعود السهم في المستقبل، تكون بالشكل التالي:
عائد توزيعات الأرباح = «توزيعات الأرباح السنوية / السعر الحالي» في 100.
فإذا كان توزيع الأرباح بقيمة 5 دولارات وسعر السهم بـ100 دولار، فهذا يعني أن العائد هو %5، نقوم بمقارنتها مع أداء توزيعات الفترة السابقة، من أجل معرفة معدل النمو وقيمة السهم بالنسبة للأرباح.
أحياناً، تقوم الشركات برفع قيمة التوزيعات لهدف جذب المستثمرين الباحثين عن التوزيعات الجيدة، فيرتفع سعر السهم ثم يقوم كبار الملاك للسهم ببيع حصصهم في الشركة، فتكون فخاً للمستثمرين، تذهب الأرباح مع انخفاض سعر السهم.
أيضاً، هناك مؤشر آخر، وهي الأرباح المستقبلية المتوقعة، فهناك شركات تضمن توزيع حد أدنى من الأرباح للسنوات القادمة، وهذا يجعلها في وضع جيد وفرصة لارتفاع سهم الشركة.
فلو كان هناك توقع بارتفاع توزيعات أرباح شركة بنسبة %10 السنة المقبلة، كيف نعرف قيمة تأثيره في السهم؟
يكون بالمعادلة التالية: الأرباح المتوقعة = الأرباح الحالية × 1.1 = 5.5 دولار، ثم نقارنه بسعر السهم الحالي، حتى نتنبأ بفرصة ارتفاع قيمته في المستقبل.
ليس شرطاً، أن يكون معدل الأرباح مؤشراً لارتفاع سعر السهم أو انخفاضه، فهناك عدة مؤثرات أخرى تسهم في اتجاه سعر السهم.
2 – المؤشرات المالية
من خلال القوائم المالية لأي شركة، نستطيع معرفة وتقييم المؤشرات المالية لأداء الشركة، والعوامل المؤثرة في مستقبلها مثل قيمة إجمالي الموجودات والمطلوبات للشركة، ونسبة التداول والسيولة والمديونية والربحية وقيمة الإيرادات وغيرها.
أيضاً مكرر الربحية إذا كان عالياً مقارنة بشركات القطاع فهذا يعني أن السهم متضخم، فانخفاض مكرر الربحية وانخفاض القيمة الدفترية قياساً بسعر السهم في السوق، قد يصنف السهم فرصة جيدة للشراء.
أيضاً، تقوم بيوت الخبرة بتقييم السعر العادل لكل سهم بناءً على الوضع المالي للشركة والتوقعات للسنوات الخمس القادمة، فإذا كان متوسط السعر الذي تتوقعه بيوت الخبرة لسهم شركة أقل من سعر السوق أو قريباً منه، فقد تعتبر فرصة جيدة.
3 – عدد الأسهم
بعض الشركات لديها عدد كبير من الأسهم المصدرة، وهذا الشيء يقلل من فرصة صعود سعر السهم، فالأسهم تحتاج سيولة مالية لكي تنتعش وترتفع أسعارها. على سبيل المثال، شركة لديها 200 مليون سهم بقيمة 100 دولار، وشركة أخرى لديها 10 ملايين سهم بقيمة 100 دولار. الشركة الأولى لكي ترتفع بقيمة 1 دولار تحتاج لسيولة تقدر بـ20 ضعف ما تحتاجه الشركة الثانية.
الحصول على السيولة في ظل ضخامة السوق وتعدد الخيارات للمستثمرين يصعب من حصول سهم شركة على سيولة عالية، بالتالي تحظى الشركات التي تتميز بقلة عدد أسهمها وقيمتها السعرية لفرصة ارتفاع السعر بنسبة كبيرة.
4 – مستثمرو القيمة
يشتري مستثمرو القيمة الأسهم بثمن بخس ويتوقعون أن يكافؤوا لاحقاً، ويأملون أن يكون السوق غير الفعال قد قلل من سعر السهم.
أسهم القيمة هي الشركات التي يتم تداولها في السوق أقل من سعرها الفعلي عند النظر إلى أساساتها مثل توزيعات الأرباح، وإجمالي الإيرادات، أو المبيعات، القيمة العادلة للسهم، أو انخفاض قيمة السهم مقابل القيمة الدفترية، ومقارنتها مع الشركات الأخرى في القطاع نفسه، بالتالي يقوم مستثمرو القيمة بشراء هذا النوع من الأسهم؛ لأنهم يؤمنون جيداً أن أسعارها سوف ترتفع في المستقبل.
5 – أسهم النمو
أسهم النمو هي أسهم الشركات التي تتزايد قيمتها بسرعة، بحيث أنها لا تقوم بتوزيع أي أرباح للمساهمين، وإنما تقوم بإعادة استثمار هذه الأرباح في توسعة نشاطاتها الاستثمارية، فتتضاعف قيمة السهم، غالباً ما تركز الشركات التقنية على هذه الطريقة.
مثال على ذلك شركة أمازون وفيسبوك وغوغل، تحقق ارتفاعاً في سعر السهم بشكل سنوي منذ 10 سنوات، وبناءً على البيانات التاريخية، نستطيع أن نتوقع أن السهم السنة المقبلة لديه فرصة كبيرة في ارتفاع قيمته.
6 – الشركات الخضراء
تحظى الشركات المتوافقة مع البيئة بدعم كبير من الدول والمنظمات حول العالم، بهدف التقليل من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة لتخفيف من حدة ضررها على البيئة.
يتوقع المحللون ارتفاعاً في قيمتها، ظهرت موجة الشركات والقطاعات المتوافقة مع البيئة، مثل شركات الطاقة المتجددة الخضراء والسيارات الكهربائية واللحوم النباتية والاصطناعية.
عادةً ما تتأثر الشركات بالمستجدات والظروف السياسية والاقتصادية التي تفرضها الأسواق والحكومات، ينعكس ذلك على قيمة أسهمها في المديين القريب والبعيد، المستثمر المحترف يأخذ هذه النقطة في الحسبان، فالشركات التي تعمل في قطاع الكربوهيدرات والوقود الاحفوري مثلاً، سوف تواجه تحديات كبيرة، من المتوقع أن تنعكس سلباً عليها، بالتالي يكون المستثمرون حذرين من الاستثمار فيها.
7 – كبار الملاك
يستفرد كبار الملاك في أي شركة بميزة الاطلاع على الحركة الداخلية للشركة، لديهم حق الوصول إلى معلومات حساسة غير منشورة.
بعكس المساهمين الصغار لا يملكون هذه الميزة، تؤثر هذه المعلومات الحساسة على قيمة سهم الشركة، بالتالي تفرض أغلب البورصات عقوبات على تسريب معلومات داخلية حول الشركة لأي مستثمرين لا يمتلكون حق الوصول لهذه المعلومات.
لكن في الوقت نفسه، تلزم البورصات كبار الملاك على إعلان أي عمليات بيع أو شراء للسهم، بالتالي تعتبر مؤشراً على رؤية هذا المساهم الكبير الذي يمتلك عادةً أكثر من %10 من أسهم الشركة لمستقبل السهم، بإمكان المستثمر الصغير تتبع عمليات الملاك الكبار، فتصريف السهم وتقليل الكمية فيه يعني أن مستقبله غير مبشّر، أما زيادة المراكز في السهم فهذا يعني أن المساهم الكبير متفائل بمستقبل الشركة.
8 – الصناديق الاستثمارية
تقوم بعض الصناديق الاستثمارية وبناء على تحليلات عميقة، بالشراء في أسهم بعض الشركات بكميات كبيرة، تتميز بعض الأسهم باستثمار صناديق معروفة، مثل بيركشاير هاثاواي وishare وغيرها من الصناديق، تعطي ثقة جيدة للسهم ومستقبله، بعض المستثمرين يحاول تتبع ما تشتريه هذا الصناديق الكبيرة وتقليدها في الشراء.
أيضاً، الصناديق المتخصصة في البيع على المكشوف Short selling، هي تراهن بمبالغ تصل لمليارات الدولارات على انخفاض سعر سهم بعض الشركات بناء على معطيات ودراسات مكثفة قام بها الصندوق، بالتالي من المهم جداً قبل شراء سهم معرفة مقدار الرهانات على انخفاضه في المستقبل.
9 – أسعار الفائدة
التغييرات في أسعار الفائدة تؤثر في الشركات. تقول الحكمة التقليدية إنه يجب على المستثمر شراء الأسهم عندما تكون أسعار الفائدة قصيرة الأجل منخفضة، والبيع عندما تكون مرتفعة.
10 – التحليل الفني
من المهم فهم سلوك ودراسة وضع السهم من الناحية الفنية، باستخدام عدة مؤشرات تقيس أداءه خلال الفترة الماضية مع التوقعات لمستقبل السهم، باستخدام برامج مختصة تقوم بالتحليل الفني لأسهم الشركات.
يستطيع المستثمر من خلال التحليل الفني معرفة القيعان والقمم والمتوسطات المتحركة واتجاهات السهم من خلال استخدام الرسوم البيانية والمخططات للتنبؤ بتحركات أسعار الأسهم.
لكن التحليل الفني يعتمد على حركة السعر فقط، متجاهلاً العوامل الأساسية، فهو يفترض أن جميع هذه العوامل التي تؤثر في سعر السهم موجودة وفق هذه التحركات، لذلك الأفضل الجمع بين التحليل الفني والأساسي مع المؤشرات المالية الأخرى للتنبؤ بمستقبل السهم.
ويخسر المتداولون الصغار معظم استثماراتهم في سوق الأسهم، بسبب قراءتهم السيئة عند شراء أي سهم، فهم يعتمدون عادة على الحدس والعاطفة والأخبار والإشاعات عند اتخاذ قرار الشراء، دون قراءة المؤشرات المؤثرة في أسعار الأسهم.
يجد بعض المستثمرين صعوبة في التنبؤ بأسعار الأسهم في المستقبل، بالتالي يلجؤون لطريقة الدفعات الاستثمارية الشهرية (DCA) في محاولة الحصول على متوسط سعر مناسب لسعرها الحقيقي، أو اللجوء إلى صناديق المؤشرات المتداولة ETFs لكي تستثمر نيابة عنهم.