ارتفعت أسعار النفط في تداولات الإثنين لليوم الخامس على التوالي، إذ يقترب خام برنت من 80 دولاراً للبرميل، وسط مخاوف بشأن المعروض، في وقت يزداد فيه الطلب ببعض مناطق العالم مع تخفيف إجراءات مكافحة الجائحة.
وزاد خام برنت %1.5 ليبلغ 79.23 دولاراً للبرميل، بعدما سجل الأسبوع الماضي ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، ووصل لأعلى مستوى منذ أكتوبر 2018، في وقت صعد الخام الأميركي %1.5 إلى 75.09 دولاراً للبرميل، بعدما سجل خامس زيادة أسبوعية على التوالي الأسبوع الماضي.
وقالت «إيه إن زد» للأبحاث في مذكرة: «لا يزال نقص المعروض يؤدي إلى السحب من المخزونات في كل المناطق».
وتشير أسعار النفط الصادرة ــ أمس ــ إلى تزايد استهلاك الخام في عديد الأسواق الرئيسة حول العالم، والسحب من مخزوناتها الاحتياطية، وسط توقعات باستمرار الأسعار في الصعود في الربع الأخير من 2021.
ويتزامن ارتفاع أسعار النفط مع زيادة الطلب من جانب أسواق أوروبا، التي تشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار الغاز الطبيعي.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، بفعل زيادة الطلب وثبات المعروض، وسط تحذيرات أطلقها البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بالتلاعب في أسعار الغاز داخل القارة العجوز.
وتطمح روسيا إلى تشغيل خط نقل الغاز «نورد ستريم» بعد ضغوط فرضها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، لمنع اعتماد أكبر من جانب أوروبا على روسيا في قطاع الطاقة.
توقعات إيجابية
في غضون ذلك، رفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر مزيج برنت بحلول نهاية العام إلى 90 دولاراً للبرميل بسبب تعافي الطلب على الوقود بمعدل أسرع من المتوقع من تداعيات انتشار متحور دلتا من فيروس كورونا وآثار إعصار آيدا في الإمدادات العالمية.
وقال «غولدمان ساكس» في مذكرة: «لدينا منذ فترة طويلة توقعات إيجابية لأسعار النفط، لكن العجز بين العرض والطلب في الوقت الراهن أكبر من توقعاتنا مع انتعاش الطلب العالمي من أثر متحور دلتا بأسرع من توقعاتنا السابقة ومع استمرار الإمدادات العالمية عند مستويات أقل من توقعاتنا السابقة».
وفي وقت سابق هذا الشهر اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها «أوبك بلس» على التمسك بقرار اتخذ في يوليو الماضي بالتراجع تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج.
وأضاف «غولدمان ساكس» أن الضرر الذي ألحقه الإعصار آيدا بالإمدادات محا أثر زيادة إنتاج أوبك بلس وفاقه وما زال إنتاج النفط غير الصخري مخيباً للآمال.
وفي ما يتعلق بتوقعاته لعام 2022، خفض البنك متوسط توقعاته للربعين الثاني والرابع إلى 80 دولاراً من 85 دولاراً للبرميل في توقعات سابقة آخذاً في الاعتبار احتمال التوصل إلى اتفاق نووي أميركي ــــ إيراني بحلول أبريل المقبل.
المخزونات الأميركية
واقتربت المخزونات الأميركية من أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وفي الوقت نفسه، يبدو أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي سيقود الطلب على النفط مع استبدال المستخدمين للوقود.
وقد ارتفع النفط بأكثر من %80 خلال العام الماضي مع تعافي الطلب العالمي من الاضطراب الناجم عن الوباء. ولجهة الإمدادات، خففت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بما في ذلك روسيا قيود الإنتاج ببطء. إضافة إلى ذلك، أدى الطقس المتطرف في الولايات المتحدة إلى إعاقة الإنتاج المحلي.
«توتال»: ذروة الطلب على النفط قبل 2030
توقعت شركة توتال الفرنسية ان يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته قبل عام 2030 في فترة مبكرة عما كان متوقعا سابقا، مشيرة الى انها تفترض ان الاستهلاك العالمي للخام سيبدأ في الانخفاض قبل نهاية العقد الحالي. وقالت عملاق النفط الفرنسية في توقعاتها السنوية للطاقة ان الطلب على النفط سينخفض الى مستوى يتراوح بين 40 الى 64 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050، وذلك اعتمادا على مدى قوة تغير السياسات النفطية حول العالم وعادات البشر في استهلاك الطاقة وازدياد استخدام الطاقة النظيفة.
يذكر ان العالم استهلك 99.7 مليون برميل نفط يوميا في 2019 وفقا لوكالة الطاقة الدولية قبل ان يهبط تفشي جائحة كورونا بالانشطة الاقتصادية العالمية الى ادنى مستوياتها في العام الماضي. اشارة الى ان منتجي نفط وتجار توقعوا وصول الطلب على النفط الى مستويات ما قبل الجائحة بحلول اوائل العام المقبل مع استمرار تعافي الاقتصاد العالمي رغم ان فوائض طاقة التكرير قد تؤثر في تلك التوقعات.
وتوقعت الشركة الفرنسية زيادة توليد الطاقة النظيفة عن الضعف بحلول 2050، حيث تمثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية اكثر من 85% من تلك الزيادة.