تعتزم مجموعة من الدول العربية تصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 داخل أراضيها، بالتعاون مع الدول والشركات المنتجة لها، لتوفير ملايين الجرعات لتطعيم مواطنيها، إضافة لما حصلت عليه من جرعات جاهزة، في إطار سعيها للوصول للمناعة الجماعية وإعادة الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل إلى أوضاع ما قبل الجائحة.
مصر والصين
البداية مع مصر، الأكبر عربيًا من حيث تعداد السكان، حيث كشفت وزيرة صحتها الدكتورة هالة زايد، الخميس، عن اتفاق مع شركة سينوفاك الصينية، لتصنيع لقاحها للوقاية من كوفيد-19، بإنتاج يصل إلى 60 مليون جرعة سنويا.
اعتبرت الوزيرة المصرية، الاتفاق يعطي دفعة قوية لجهود التطعيم في البلاد، التي حصلت حتى الآن على 1.5 مليون جرعة من لقاحات مختلفة، فيما يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة.
أكدت زايد أن مجلس الوزراء والرئاسة المصريين وافقا على اتفاقية التصنيع، التي تشمل كذلك توزيع اللقاح في دول أفريقية أخرى، تنتجها إحدى المنشآت الجاهزة حاليا لتصنيع 20 مليون جرعة سنويا، إضافة لوضع اللمسات الأخيرة على منشأة أخرى ترفع الطاقة الإنتاجية إلى 60 مليون جرعة سنويا.
البداية بالأطقم الطبية
تسلمت مصر حتى كتابة هذه السطور أكثر من 854 ألف جرعة من لقاح شركة أسترازينيكا، علاوة على 650 ألف جرعة أخرى من لقاح المجموعة الوطنية الصينية للأدوية “سينوفارم”، فيما توقعت وزيرة الصحة المصرية زيادة عدد جرعات سينوفارم حتى مليون جرعة، الفترة المقبلة.
بدأت القاهرة تطعيم الأطقم والكوادر الطبية على خطوط المواجهة مع مرض كوفيد-19 في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، ووسعت نطاق التطعيم في الرابع من مارس/آذار ليشمل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
الجزائر ولقاح سبوتنك في
أعلن وزير الصناعة الصيدلانية الجزائري لطفي بن باحمد، عن جاهزية بلاده لإنتاج لقاح سبوتنيك في الروسي، عبر مجموعة صيدال العامة بالشراكة مع المختبر الروسي غاماليا المصنّع للقاح.
يبصر المشروع النور بفضل النقل التكنولوجي الذي يوفره الروس للجزائر، عبر منصة رقمية متاحة أمام الخبراء الجزائريين، توفر جميع البيانات اللازمة لتصنيع سبوتنيك-في.
أكد ابن باحمد أنّ ثلاث لجان تضم خبراء من صيدال وأكاديميين ومراكز أبحاث ومعهد باستور وكوادر في الوزارات، يعملون حاليا بكد على نقل التكنولوجيا التي تقدمها روسيا، على أن يتم الإنتاج بمشاركة مختبر هندي رائد في المجال.
“حياة -فاكس” الإماراتي
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس/آذار الماضي بدء إنتاجها لأول لقاح محلي الصنع على مستوى الشرق الأوسط، يحمل اسم “حياة – فاكس”، بواسطة شركة CNBG42، التي تم إنشاؤها حديثًا بين شركة “سينوفارم CNBG” الصينية مع شركة G42 الإماراتية، الرائدة في قطاع التكنولوجيا.
تعاونت الشركتان في المرحلة الأولى للتجارب السريرية الثالثة للقاح غير النشط ضد فيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء المنطقة العربية، بمشاركة أكثر من 43 ألف متطوع من أكثر من 125 جنسية.
يدخل المصنع الجديد للقاح الإماراتي مرحلته التشغيلية، خلال العام الجاري بمدينة خليفة الصناعية، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 مليون جرعة سنويًا.
منصة مغربية
يعكف المغرب حاليًا على مشروع إحداث منصة لصناعة لقاحات “سينوفارم” وأدوية أخرى في المدينة الصناعية الجديدة “طنجة تيك” شمال البلاد، بعدما جرى التوقيع السنة الماضية على اتفاقيات شراكة وتعاون مع المختبر الصيني “سينوفارم”.
يهدف المشروع إلى إشراك المملكة المغربية في التجارب السريرية للقاح المضاد للفيروس، ثم في مرحلة لاحقة نقل الخبرة وإنتاج اللقاح داخل المغرب، من أجل تسويقه في دول القارة الأفريقية.
قدمت ثلاث مجموعات مصرفية مغربية ضمانات لدعم المشروع المغربی الصيني لتصنيع اللقاح.
يحتل المغرب المرتبة الأولى أفريقيًا من حيث معدل الأفراد المستفيدين من التطعيم، فمنذ بدء حملة التطعيمات في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، بلغ عدد المستفيدين من اللقاح أربعة ملايين و385 ألفًا حصلوا على جرعته الأولى، فيما استفاد ثلاثة ملايين و892 ألفًا بالجرعة الثانية.