تحيى سلطنة عمان اليوم الأحد الذكرى الأولى لوفاة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه.ـ الذي وافته المنية في العاشر من يناير العام الماضي 2020.
ويعد السلطان قابوس بن سعيد رمزا خالدا من رموز عمان العظيمة وأحد أهم دعاة السلام فى القرنين الآخرين.
وإذا كان التاريخ العماني قد خلّد قادة عظام ساهموا مساهمة أساسية في بناء عُمان عبر الزمان، فإن السلطان قابوس، طيب الله ثراه، سيكون في غرة قائمة هؤلاء العظماء الذين لن ينساهم التاريخ بعد أن حُفرت إنجازاته على حجارة جبال عُمان الصماء من مسندم إلى ظفار، وكتب التاريخ اسمه في صفحته الأولى بحروف من ذهب لا يصدأ أبدا.
لم يكن السلطان قابوس، المولود في 18 نوفمبر 1940 في مدينة صلالة مجرد حاكم دولة مهما كانت براعته وقدراته وعدله، ولكنه كان رمزا بحث العمانيون عنه طويلا، وقائدا منتصرا أعاد للسلطنة أمجادها العريقة.
في #ذكرى_وفاة_السلطان_قابوس ..
كان آخر ظهور لسلطان #عُمان الراحل في ٤ ديسمبر ٢٠١٩ خلال استقباله الامير ويليام دوق #كامبريدج .#ذكرى_رحيل_السلطان_قابوس #يوم_عمان_الحزين #قابوس_في_قلوبنا #بوابة_الأخبار pic.twitter.com/mUYVoDJyoH— بوابة الأخبار | Bawabaa News (@bawabaanews) January 10, 2021
تميز السلطان قابوس منذ اليوم الأول لوصوله عرش عُمان بقوة الإرادة، والطموح الذي لا حدود له، مع ذلك كان طموحه لبناء عُمان مدروسا بعناية؛ فمع التوق لبناء دولة عصرية تأخذ بأسباب العصر وأساليبه إلا أن كل ذلك لم ينسه أن لعُمان تاريخ طويل لا يمكن القفز نحو المستقبل بدونه.
وخلال خمسة عقود بنى السلطان الراحل، في الداخل دولة عصرية وازنت بين الأصالة والمعاصرة، وكانت كل خطوة تخطوها الدولة للأمام لا بدّ أن تستقرئ مستقبلها عبر معطيات ماضيها وتاريخها؛ ونجحت عُمان في الداخل والخارج حيث بدت خارجيا دولة متصالحة مع نفسها ومع محيطها لا تتبنى أجندات سياسية تهدف إلى تدمير الآخرين تحت دعاوى حضارية أو توسعية، وعرف جلالة السلطان الراحل بأنه رجل السلام ونصيره في العالم وتوافق العالم شعوبا وقادة في اعتبار العمانيين من أكثر الشعوب تسامحا وسلاما داخليا وخارجيا.. وما كان هذا الأمر ليكون لولا سياسة السلطان الحصيفة التي زرعت العدل بين العمانيين، وكذلك أرست فكرة المواطنة فجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ويفصل بينهم القانون.
استطاع السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بنجاح أن يدير السياسة العمانية الداخلية وسط كل المتغيرات السابقة وأن يعيد للمجتمع العماني تماسكه بناء على المشتركات التاريخية.
رغم ذلك كان أمامه مهمة كبيرة أخرى وهي الاشتغال على إقامة توازنات داخلية حتى يستطيع الانتقال بالمجتمع العماني إلى دولة المؤسسات، ونجح -طيب الله ثراه- بشكل كبير في إقامة تلك البنى العمودية من أجل العبور بالمراحل إلى بر الأمان.
والعمانيون إذ يستذكرون اليوم الذكرى الأولى لوفاته، فإنما يستذكرون معه تفاصيل نهضة حديثة قادها على مدى نصف قرن ولن تخبو نورها أبدا.
لا يذكر اسم سلطنة عمان الا و أن يرتبط ذلك بالسلطان قابوس بن سعيد رحمه الله . كان مدرسة في القيادة احسب أنها ستدرس يوما ما كنموذج قيادي للقيادة الحكيمة المتوازنة . رحمه الله رحمة واسعة