يبدو أن زيارة رئيسة المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تركيا، قد تكون الفرصة الأخيرة للدفع نحو مصالحة تبدو مستحيلة بين أنقرة والاتحاد، وفق ما رأت صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية.
وفي تقرير نشرته الثلاثاء، قالت الصحيفة إن ”زيارة لاين إلى أنقرة بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعبّر عن اختيار الأوروبيين الرد بالإيجاب لكنها لا تخلو من اتخاذ أكبر قدر ممكن من الاحتياطات عند التعامل مع هذا المحاور الصعب الذي يتمتع بفن تحويل المواقف لصالحه“.
وأضافت الصحيفة أنّ ”الزيارة هي بداية لعملية يمكن أن تسمح وفق رغبات الدول السبع والعشرين للاتحاد الأوروبي بإعادة العلاقات بين الاتحاد وتركيا إلى مسارها الطبيعي بعد عام متفجر ضاعفت خلاله أنقرة استفزازاتها من فتح الحدود إلى السماح بعبور اللاجئين إلى اليونان والتنقيب في شرق البحر المتوسط والهجمات اللفظية التي تستهدف قادة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مصدر آخر للقلق هو تورط تركيا في الصراعات في سوريا والعراق وليبيا وناغورنو كاراباخ“.
ومضت الصحيفة بالقول ”ما يدفع الموقف الأوروبي إلى اللين أحيانا هو حاجة الاتحاد بشدة إلى تركيا، لا سيما في ملف الهجرة، وأن ذلك لا ينفي نهج التشدد الذي اختارته فرنسا تجاه أنقرة الذي يدأ يعطي ثماره، وإن كان سيتطلب شيئا من الوقت“.
ونقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي قوله إن ”هذا النهج نتج عنه تراجع من جانب أنقرة حتى أن القادة الأوروبيين ذهبوا في مؤتمرهم الأخير إلى حد تهنئة أنفسهم على خفض التصعيد الأخير لأنقرة وقالوا إنهم مستعدون لزيادة تعزيز هذه الديناميكية الأكثر إيجابية وإقامة اتصالات مع تركيا بطريقة تقدمية ومتناسبة وقابلة للانعكاس“.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي ”من المقرر إجراء تقييم للتقدم المحرز في الاجتماع المقبل للسبع والعشرين دولة في نهاية يونيو/حزيران المقبل، وحتى ذلك الحين يجب أن يقدم أردوغان تعهدات إضافية، بشأن استمرار المحادثات مع اليونان حول الجرف القاري الذي تطالب به أنقرة بشرق البحر المتوسط، والمفاوضات حول قبرص التي تجري تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة، أو سحب السلاح والمرتزقة من ليبيا“.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول ”في المقابل يمكن أن يوافق الاتحاد الأوروبي على اعتماد أجندة إيجابية تتضمن تعزيز الاتحاد الجمركي واستئناف المناقشات حول التعاون في مجال الأمن والبيئة والصحة أو حتى منح تسهيلات التأشيرة للمواطنين الأتراك. ويعتقد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل أن ذلك سيكون فصلا جديدا في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لكن في المقابل إذا كانت تركيا ستشدد مواقفها مرة أخرى فقد يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات“.