كأس آسيا قطر 2023 يفتح من جديد ملف “الألقاب المسروقة” و”البطولات المشكوك بها”..
رغم كم الإثارة والمتعة التي امتاز بها كأس آسيا قطر 2023 إلا أن النهاية شوهت الصورة بعض الشيء، فلم يخرج الديربي العربي كما تمنينا، ولم يتحل لاعبو الأردن بالروح الرياضية التي كان لا بد أن تزين “العُرس” العربي..
المنتخب القطري – مستضيف البطولة – توج بطلًا أمس السبت، بعد الفوز أمام نظيره الأردني؛ الذي وصل للنهائي لأول مرة في تاريخه، بثلاثية مقابل هدف وحيد.
لكن النشامى لم يتقبلوا تلك الهزيمة، خاصةً وأن ثلاثية العنابي أتت من ثلاث ضربات جزائية، وبدأت التلميحات والاتهامات لقطر بـدفع “رشاوى” لحصد اللقب!
ليس الكأس وحده ما تم التشكيك به، إنما كذلك حتى حصد أكرم عفيف؛ نجم قطر، لجائزة أفضل لاعب في البطولة، طالته الاتهامات من قبل موسى التعمري؛ نجم النشامى، فقد انتشر له فيديو فسره مروجوه أنه تلميحات بـ”رشاوى” لحرمان زميله يزن النعيمات من تلك الجائزة!
هذا كله بالطبع بخلاف هتافات الجماهير الأردنية في المدرجات “مبيوعة .. مبيوعة”.
هذه النهاية المؤسفة لكأس آسيا فتحت الباب من جديد أمام الألقاب “المشكوك” بها في عالم الساحرة المستديرة من بطولات جماعية أو إنجازات فردية.
آسيا 2023 والثورة العراقية
النسخة الحالية من البطولة الآسيوية شهدت واقعة تشكيك أخرى، بطلها المنتخب العراقي عقب هزيمته أمام الأردن في دور الـ16..
العراق خسر لقاء دور الـ16 أمام النشامى، الذين قاموا بريمونتادا رائعة في الوقت المحتسب بدل من الضائع بالشوط الثاني، وحولوا تأخرهم 2-1، لفوز بثلاثية مقابل هدفين.
لكن قبل تقدم النشامى، أشهر حكم اللقاء الإيراني علي رضا الكارت الأصفر الثاني من ثم الأحمر في وجه نجم العراقي أيمن حسين، بعد احتفاله بطريقة “المنسف” ردًا على احتفال الأردنيين بالطريقة نفسها في هدفهم الأول، لكن الإيراني عاقب أسد الرافدين ولم يفعل مع النشامى.
تصرف الحكم هذا دفع العراقيين لقيادة ثورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وليس مجرد تفجير طاقة غضب، بل أن مواطن يدعى “يوسف سيرجو” دعى الشعب العراقي للتوقيع على عريضة لمطالبة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بمعاقبة الحكم، وإعادة المباراة من جديد، تحت وسم “#اعاده_المباراه_ومحاسبه_الحكم”.
ويبرر الجمهور العراقي موقفه من إيقاف الحكم بشكل نهائي بواقعة تعود لعام 2016، مؤكدين أنه ظلمهم كذلك خلال مواجهة أستراليا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وتغاضى عن احتساب ضربة جزاء صحيحة لهم.
القحطاني تحت مقصلة العراقيين
واقعة من أشهر الوقائع في الكرة الآسيوية، والتي يدور الحديث عنها حتى يومنا هذا..
في عام 2007م، توج ياسر القحطاني؛ نجم الكرة السعودية، بجائزة أفضل لاعب في القارة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد منافسة مع العراقيين نشأت أكرم ويونس محمود.
أكرم أعاد الحديث عن تلك الجائزة مؤخرًا بالتزامن مع كأس آسيا، فقال خلال تصريحاته لقنوات “الكاس”: “القحطاني حصل على جائزة أفضل لاعب في آسيا رغم أنها كانت من حقي، لكنني لم أغضب، بالعكس سعدت من أجله، وبكل قلب صادق قلت إنه استحقها، لأنه كان مميزًا مع ناديه والمنتخب”.
أما يونس محمود فبخلاف تصريحاته التي أكد خلالها أن الجائزة سُلبت منه في ذاك العام، فيكفي أن تشاهد رد فعله أثناء تسلم القحطاني لها، لتعلم مدى صدمته..
الأندية الإيطالية في مرمى اتهامات الإنجليز
رغم مرور سنوات على مواجهات جاري نيفيل وروي كين؛ ثنائي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أمام الفرق الإيطالية إلا أنهما خرجوا مؤخرًا للحديث مجددًا مشككين في الألقاب التي توجت بها الأندية الإيطالية في فترة التسعينيات..
نيفيل قال خلال تصريحاته لـ”سكاي سبورتس”: “أعتقد أن بعض الفرق التي لعبنا ضدها لم تكن نظيفة، خاصة لو نظرت إلى ما حدث بعدها في رياضات أخرى مثل ركوب الدراجات، لأننا وقتها كنا أصحاء ولم نكن نشرب الخمر، لقد خرجت من الملعب ضد فريق إيطالي ولدي الكثير من الشكوك، وكان هناك بعض اللاعبين الآخرين يعتقدون نفس الشيء”.
وهو ما أيده كين مضيفًا: “الأمر كان يحدث أمام بعض الفرق في إيطاليا، كنا نخرج من الملعب ونحن محطمين من المجهود البدني الذي قمنا به، وكنت أنظر للاعبين الآخرين من الفريق الإيطالي المنافس ولم تظهر عليهم أي علامات تعب وكأنهم لم يلعبوا المباراة”.
إحراج سامي الجابر بعد 32 عامًا وسحب لقب الهداف منه
“لا يضيع حق وراءه مطالب” مقولة تنطبق تمامًا على الأردني خالد العقوري، الذي نجح بعد سنوات من المحاولة في الحصول على لقب “هداف العرب 1990″، بعدما خطفه السعودي سامي الجابر منه..
القصة بدأت عندما منح مجلس “الوطن الرياضي” جائزة هداف العرب للجابر، بداعي تسجيله 16 هدفًا خلال 22 مباراة في موسم 1989-1990م.
لكن في عام 2020م، تقرر سحب اللقب منه بعدما تيقن المسؤولون من أحقية العقوري بها، إذ سجل في ذاك الموسم 15 هدفًا خلال 18 مباراة.
عوني الزعبي؛ رئيس نادي الرمثا الأردني في عام 2020، استلم بالفعل الجائزة نيابة عن نجم النادي الأسبق.
وكتب الزعبي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “وعدتك أن يعود لك حقك، اليوم وبعد 32 سنة يعود الحق لصاحبه (الحذاء الذهبي للكابتن خالد العقوري)، مبروك كابتن”.
نيجريرا تهز عرش برشلونة
القضية المنظورة خلال الفترة الحالية، ولم يصدر بها أي قرار رسمي بعد، لكن تفجيرها كان كافيًا لهز عرش برشلونة..
القضية تدور حول شبهة فساد بين مسؤولي البرسا وخوسيه ماريا نيجريرا؛ نائب رئيس لجنة الحكام التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم سابقًا، إذ هناك ادعاءات بأنهم دفعوا للأخير ما يقارب 7.3 مليون يورو خلال الفترة من عام 2000 وحتى 2018 أثناء توليه عمله في منصب نائب في اللجنة الفنية للحكام، لتسهيل بعض المباريات لهم.
حاليًا القضية وصلت لإمكانية استدعاء نيجريرا للتحقيق رغم كبر سنه وضعف ذاكرته.
تشكيك في فضية الهلال بالمونديال
في عام 2022، حصد الهلال السعودي فضية كأس العالم للأندية في المغرب، بعد الهزيمة أمام ريال مدريد الإسباني في النهائي.
قبل تلك المباراة، عبر الزعيم من فلامنجو البرازيلي بالفوز بثلاثية “اثنين منها من ضربتي جزاء”، مقابل هدفين.
وعقب هذا التأهل، خرج الإعلامي الكويتي عبد العزيز عطية؛ مقدم برنامج “الديربي”، مشيرًا لدفع إدارة الزعيم برئاسة فهد بن نافل، رشوة لحكم المباراة، مستندًا على احتساب الأخير ضربتي جزاء لصالح الهلال، وطرده للاعب الفريق البرازيلي، لكنه اكتفى بالإشارة دون توضيح.
غضب سعودي واتهامات لقطري في 2006
في عام 2006، توج اللاعب القطري خلفان إبراهيم بجائزة أفضل لاعب في القارة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد منافسة مع السعودي محمد الشلهوب والكويتي بدر المطوع.
وقتها خرج السعوديون والكويتيون مشككون في القطري محمد بن همام؛ رئيس الاتحاد الآسيوي وقتها، مؤكدين أنه وجه الجائزة لابن بلده.
على سبيل المثال من التصريحات التي خرجت وقتها، ما قاله محمد بن فيصل؛ رئيس الهلال آنذاك، دفاعًا عن لاعبه الشلهوب، إذ صرح: “توقعت أن تحدث مجاملة منذ إعلان أسماء المرشحين، لأنه بالأساس كان من المفترض ضم ياسر القحطاني ومحمد نور ومالك معاذ وخالد عزيز وعيسى المحياني للعشرة المرشحين، لكن لم يحدث!”.
“فضيحة” الأرجنتين في مونديال قطر
رغم سعادة الكثيرين برفع ليونيل ميسي كأس العالم قطر 2022 رفقة منتخب الأرجنتين، بقدر ما شكك الكثيرون أيضًا بذاك اللقب..
الاتهامات حاصرت تتويج راقصي التانجو باللقب المونديال منذ بداية البطولة، وادعى الكثيرون أن هناك انحياز تحكيمي و”توجيه” للقب نحو ميسي دون عدالة.
واحد ممن خرجوا بتصريح رسمي حول هذا هو اللاعب الهولندي فرنكي دي يونج، الذي اتهم الحكم ماتيو لاهوز، بقيادة “فضيحة” بعد الهزيمة أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في ربع النهائي..
دي يونج قال وقتها للصحفيين: “عندما انتهى وقت اللعب المعتاد، ذهب جميع لاعبي الأرجنتين إليه ومنذ ذلك الحين أطلق الصافرات للأرجنتين فقط”.
وواصل: “تم ركل حذاء تيمبير لكن الخطأ احتسب ضدنا، وحصل لوك دي يونج على كرة عالية، لكنه صفر ضدنا أيضًا، وركلوا الكرة على دكتنا، لكنه (الحكم) لم يهتم!”.
وتابع: “ميسي يلمس الكرة بيده، فقط دعها تذهب. لقد كان فاضحًا حقًا، إنه رجل لطيف، عادة ما يكون أيضًا حكم جيد، لكن ما أظهره في الوقت الإضافي كان غير معقولًا، أعتقد أنه حقًا ضل طريقه، هذا ليس خطأه، لكن له تأثيرًا كبيرًا على المباراة”.
اعترافات رسمية تورط ريال مدريد
المرينجي حصد 14 لقبًا من دوري أبطال أوروبا، لكن المفاجأة كانت في الاعتراف الرسمية التي خرجت للتشكيك في تلك الألقاب عطفًا على الأخطاء التحكيمية التي تحدث في النهائيات، ومنها ما اعترف به الحكام الذين أداروا المباريات بأنفسهم..
طالع المزيد من الاعتراف بـ”سرقة” ريال مدريد لذات الأذنين