الأخضر يفرط في الفوز أمام طاجيكستان..
“مباراة مملة جديدة تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني”.. هكذا يُمكن تلخيص مستوى منتخب السعودية الأول لكرة القدم أمام طاجيكستان، مساء الثلاثاء.
الأخضر السعودي سقط في فخ التعادل الإيجابي (1-1) أمام مستضيفه طاجيكستان، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دور المجموعات، بالمرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وبهذا التعادل.. رفع المنتخب الوطني رصيده إلى 10 نقاط، في صدارة المجموعة السابعة من التصفيات، وبفارق 5 نقاط عن طاجيكستان “الوصيفة” مؤقتًا.
وجاءت مباراة طاجيكستان، كـ”حلقة جديدة” من مسلسل المستويات السيئة لمنتخب السعودية، منذ تولي مانشيني المهمة؛ حتى ولو لم يتلق الخسارة؛ حيث لا تزال هناك بعض النقاط السلبية في طريقة لعب المدير الفني الإيطالي، وتهميشه لبعض اللاعبين.
الأسماء تتغير والخطة ثابتة
يبدو أن مانشيني، قرر تثبيت خطة “3-5-2″، في جميع مباريات منتخب السعودية الأول لكرة القدم؛ مهما كانت الغيابات.
مانشيني اعتمد على هذه الخطة أمام نفس المنافس طاجيكستان، في مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة من دور المجموعات، بالمرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وعلى الرغم من غياب 5 لاعبين دفعة واحدة، من الذين شاركوا أمام طاجيكستان في مباراة الجولة الثالثة، عن لقاء اليوم ضمن منافسات الجولة الرابعة؛ إلا أن المدير الفني الإيطالي، لعب بنفس الطريقة، ولم يغير خطته.
واستبدل روبرتو مانشيني، علي البليهي بحسن كادش في الدفاع، وسعود عبدالحميد بمحمد البريك وناصر الدوسري بأيمن يحيى في الوسطين الأيمن والأيسر، وصالح الشهري وعبدالرحمن غريب بفراس البريكان وعبدالله رديف في خط الهجوم، مع الحفاظ على نفس طريقة اللعب.
الهلال نسي الكرة
واصل محمد كنو، متوسط ميدان الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، مستوياته السيئة مع الأخضر السعودي، في الفترة الأخيرة.
كنو تعرض لهجومٍ جماهيري عنيف، بعد مستواه السيئ في مباراة الجولة الثالثة أمام طاجيكستان، والتي أقيمت على ملعب “الأول بارك” في العاصمة السعودية الرياض.
وعلى الرغم من ذلك.. واصل مانشيني، الاعتماد على متوسط ميدان الهلال، في التشكيل الأساسي لمنتخب السعودية، في مباراة الجولة الرابعة أمام نفس المنافس.
ومرة أخرى.. ظهر محمد كنو بمستوى سيئ للغاية؛ حيث كانت معظم قراراته في النصف الهجومي خاطئة وتسديداته بعيدة عن المرمى، كما أن أغلب تمريراته وصلت إلى لاعبي الفريق المنافس؛ حيث يبدو كما لو نسي طريقة لعب كرة القدم.
حسنة مانشيني في الدفاع
يواجه روبرتو مانشيني، انتقادات عنيفة من الجماهير السعودية، منذ توليه تدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
هذه الانتقادات؛ بسبب المستوى السيئ للأخضر، في معظم مبارياته الرسمية والودية؛ سواء حقق الانتصار أو سقط في فخ التعادل والهزيمة.
لكن بالرغم من ذلك.. لا يستطيع أحد أن ينكر التطور الكبير في خط دفاع منتخب السعودية، منذ تولى مانشيني القيادة الفنية؛ حيث لم يستقبل الأخضر سوى هدفين في 8 مباريات رسمية – حتى الآن -.
شباك الأخضر السعودي استقبلت هدفًا من طاجيكستان، في مباراة الليلة؛ إلا أن المنظومة الدفاعية تحسنت بشكل عام، في الفترة الأخيرة.
أيضًا.. تطور مستوى حراس مرمى السعودية مع جهاز مانشيني، بشكل مذهل؛ حيث أبدع أحمد الكسار في كأس أمم آسيا الأخيرة، والمخضرم محمد العويس في التصفيات المؤهلة للمونديال.
كنز لا يمكن الاستغناء عنه
ربما يكون محمد البريك، ظهير أيمن نادي الهلال، أكثر لاعب سعودي لا يأخذ حقه من المدح؛ خاصة في الموسم الرياضي الحالي 2023-2024.
البريك يلعب في أي مكان يطلبه المدرب، سواء مع ناديه الهلال أو منتخب السعودية؛ ولا يبدي أي اعتراض على جلوسه على دكة البدلاء، وعندما تتاح له الفرصة، يتألق بشكل واضح.
يكفي القول إن الظهير البالغ من العمر 31 سنة، سجل هدفين وصنع 11 آخرين مع الزعيم الهلالي، في الموسم الحالي، رغم أنه لم يكن أساسيًا في معظم المباريات.
ومع منتخب السعودية، عندما اتيحت له الفرصة للمشاركة أمام طاجيكستان، في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية، نظرًا لظروف سعود عبدالحميد “الشخصية”، صنع هدف الأخضر الوحيد، وقدّم مستوى جيد للغاية.
خطة النادي الأهلي هي الحل
يعتبر فراس البريكان، مهاجم النادي الأهلي؛ أحد أبرز المهمشين من روبرتو مانشيني، داخل منتخب السعودية الأول لكرة القدم، على الرغم من استدعائه دائمًا.
مانشيني يفضل صالح الشهري وعبدالله رديف على البريكان، في التشكيل الأساسي لمنتخب السعودية؛ حيث يلعب المهاجم الأهلاوي، دقائق قليلة للغاية.
لكن.. في مباراة السعودية ضد طاجيكستان، في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية، قرر المدرب الإيطالي الاعتماد على البريكان أخيرًا، في التشكيل الأساسي.
الحقيقة أن فراس لم يتألق طوال الشوط الأول تحديدًا؛ حيث كانت تتداخل أدواره مع المهاجم الثاني الرديف، ويضطر إلى الخروج على الطرفين الأيمن والأيسر كثيرًا.
وفي اللقطات التي ظهر فيها البريكان كمهاجم وحيد وصريح داخل منطقة الـ18، شكل خطورة كبيرة للغاية على مرمى طاجيكستان، ونجح في تسجيل هدف السعودية الوحيد ي المباراة.
الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للنادي الأهلي، وضع خطة ساهمت في انفجار البريكان؛ عندما بدأ يعتمد عليه كرأس حربة وحيد وصريح، مع إرجاع البرازيلي روبرتو فيرمينو، للعب كمهاجم متأخر.
وعانى فراس البريكان في بعض المباريات مع الأهلي، التي اعتمد فيها يايسله على خطة “4-4-2″، قبل أن يتدارك المدير الفني الألماني الموقف، بخطة “4-2-3-1″، والتي ساهمت في انفجار المهاجم الدولي السعودي.