العلاقة بين الهلال والأهلي متوترة للغاية..
“ساعدونا نحن في مهمة وطنية”.. هكذا ناشد عملاق الرياض الهلال ورئيسه فهد بن نافل، لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم والنادي الأهلي، خلال الأيام القليلة الماضية.
نادي الهلال يحل ضيفًا على الأهلي، في التاسع عشر من أبريل القادم، ضمن منافسات الجولة 28 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2023-2024.
هذه المباراة؛ تتداخل بين مواجهتي الزعيم الهلالي أمام نادي العين الإماراتي، في ذهاب وإياب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا، للموسم الرياضي الحالي.
لذلك.. طلب مسؤولو الهلال، تأجيل المواجهة المرتقبة أمام قلعة الراقي إلى وقتٍ لاحق؛ خاصة أن الفترة القادمة ستشهد عديد المباريات الحاسمة للفريق الأزرق، في الدوري والسوبر وكأس خادم الحرمين الشريفين أيضًا.
لكن.. الأهلي رفض طلب نادي الهلال، رافعًا شعار “مصلحتي أولًا”؛ حيث قال رئيس مجلس إدارته خالد العيسى: “لن نوافق على أي طلب ضد مصلحتنا”.
تصريحات العيسى، أشعلت حربًا بين جماهير الناديين؛ حيث اعتبر الهلاليون أن هذا الأمر؛ ليس إلا حلقة جديدة من عداء الأهلي ضد فريقهم، عبر التاريخ.
أبرز المواقف العدائية والمناوشات الجماهيرية بين الهلال والأهلي..
حرائق ورجم بالحجارة
شهد عام 2006، واحدة من أكثر الأحداث المؤسفة بين جماهير الهلال والأهلي؛ بعد المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب “الأمير عبدالله الفيصل”، في مدينة جدة.
ووفقًا لصحيفة “الرياض” وقتها؛ تم تحطيم زجاج بعض السيارات الخاصة بالجماهير، فضلًا عن رجمهم بالحجارة، وذلك في اشتباكات عنيفة بعد المباراة.
وقبل هذه الاشتباكات العنيفة وتحديدًا أثناء سير المباراة؛ قامت الجماهير بـ”إحراق” بعض الأعلام والصحف في المدرجات.
كل هذه الأحداث المؤسفة؛ جعلت الشرطة والدفاع المدني يتدخلان للسيطرة على الاشتباكات وإخماد الحرائق، خاصة أن مدرجات الملعب والطرقات المحيطة به، تحولت إلى ساحة من الفوضى.
حرب بسبب “السنافر”
في عام 2016.. أطلق بدر تركستاني، المدير الحالي لإدارة رابطة مشجعي الأهلي،” أهزوجة” كادت أن تتسبب في قطع علاقة ناديه مع الهلال، نهائيًا.
تركستاني الذي كان يتولى وقتها منصب نائب رئيس رابطة الأهلي، وصف جماهير الهلال بـ”السنافر”، في أهزوجة غنائية؛ احتفالاً بوصول فريقه إلى نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
مسؤولو الهلال طلبوا من الأهلي، إجبار الرابطة على “إلغاء” هذه الأهزوجة، مع تقديم تركستاني “اعتذارًا” إلى جماهير الفريق الأزرق.
ومن ناحيته.. أعلن بدر تركستاني، رفضه التام تقديم أي اعتذار إلى الهلال وجماهيره، معتبرًا أن وصف “السنافر” غير مُهين، وطبيعي للغاية في مثل هذه الأهازيج.
أزمة “الزعيم الملكي”
قبل مباراة الأهلي والفيصلي، في أبريل من عام 2017، علقت جماهير الراقي بملعب “الجوهرة المشعة” في مدينة جدة، لافتة أثارت الخلاف مع الهلال وعشاقه.
جمهور الأهلي علق لافتة “الزعيم الملكي الكبير” وعليها شعار ناديهم؛ وذلك في تحدٍ صريح وواضح لنادي الهلال، المعروف بلقب “الزعيم”.
تصرف الجمهور الأهلاوي؛ جاء انتقامًا من منع أحد الجماهير التابعة لقلعة الراقي، من دخول ملعب “الملك فهد الدولي” في العاصمة الرياض، قبل المباراة أمام الهلال، في نفس الشهر؛ بسبب قميص عليه كلمة “الملكي”.
عشاق نادي الهلال شنوا حملة عبر مواقع التواصل الاحتماعي، قللوا فيها من الأهلي وجمهوره، ومؤكدين في نفس الوقت على أحقية الفريق الأزرق، في لقب “الزعيم”؛ باعتباره الأكثر تتويجًا بالبطولات.
“تمرد” عبدالرحمن غريب
بعيدًا عن المناوشات الجماهيرية.. اتخذ مسؤولو النادي الأهلي عبر التاريخ، مواقف عدائية من الهلال؛ بسبب خطف الزعيم للعديد من نجوم الراقي.
ليس هذا فقط؛ بل أن الأهلي اتهم الهلال، بتحريض بعضٍ من نجومه على “التمرد”، حتى هؤلاء الذين لم يرتدوا القميص الأزرق؛ ومنهم عبدالرحمن غريب.
غريب تمرد على الراقي، بعد الهبوط التاريخي إلى دوري يلو للدرجة الأولى، في نهاية موسم 2021-2022؛ وسط إصرار على الرحيل عن الفريق الأول لكرة القدم.
العديد من القيادات الأهلاوية، زعمت أن الهلال حرض اللاعب، على طلب الرحيل من الأهلي، والخروج في تجربة احترافية قصيرة، قبل العودة إلى السعودية من بوابة الزعيم؛ الذي كان محرومًا وقتها من الصفقات.
هذه الاتهامات ظلت تطارد الهلال لأيامٍ وأسابيع، قبل أن يقرر مجلس إدارة الأهلي، بيع عقد عبدالرحمن غريب، إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، بشكل رسمي.
فرصة عسيري “الضائعة”
نجم النادي الأهلي هيثم عسيري، كان محلًا للسخرية من الجماهير الهلالية، خلال عامين كاملين؛ بسبب “فرصته الضائعة” في مباراة فريقه أمام الدحيل القطري.
عسيري ضيع هدفًا محققًا أمام الدحيل؛ لتنتهي المباراة بالتعادل (1-1)، في الجولة السادسة من دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال آسيا 2021، ويصعد الهلال إلى دور ثمن النهائي، بفارق هدفٍ وحيد فقط عن قلعة الراقي.
الزعيم أكمل مشواره في هذه النسخة، وتوج بلقبها رسميًا؛ والتي بسببها شارك الفريق في بطولتين متتاليتين بكأس العالم للأندية؛ ليصبح عسيري محل سخرية الهلاليين؛ بسبب هذه “الفرصة الضائعة”.
عسيري ظل صامتًا، حتى جاءت الخسارة القاسية للهلال أمام الأهلي المصري (0-4)، في فبراير من عام 2022، بمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ببطولة كأس العالم للأندية.
استغل هيثم هذا السقوط المدوي للسخرية من الهلال؛ قائلًا: “الحمدلله أنني ما لعبتها لغريب”؛ في إشارة إلى فرصته الضائعة أمام الدحيل، والتي ساهمت في تأهل الزعيم للمونديال، قبل الخسارة برباعية.
“مجاملة” نادي الهلال
مع مطلع الموسم الرياضي الحالي 2023-2024.. وجّه خالد العيسى، رئيس مجلس إدارة شركة النادي الأهلي “غير الربحية”، اتهامات إلى القائمين على الرياضة السعودية، بمجاملة الهلال.
العيسى أكد على أن الأهلي، خاطب لجنة الاستقطابات؛ من أجل شراء عقد متوسط الميدان الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، من نادي لاتسيو الإيطالي.
وأشار رئيس الأهلي، إلى أن ناديه كان أول من طلب التعاقد مع سافيتش؛ إلا أنه تفاجأ بعد ذلك، بـ”انضمام” اللاعب إلى الزعيم الهلالي.
واعتبر خالد العيسى هذا الأمر؛ بـ”المجاملة” لنادي الهلال، حيث يتم تلبية طلباته وتفضيله على كافة فرق المملكة العربية السعودية؛ على حد تعبيره.