لمحة تقول القليل وتخفي الكثير من الخير في حياة النجوم..
“ما خفي كان أعظم” عبارة اعتدنا في البلاد العربية على ترديدها في المواقف السلبية، عندما يُكشف جانب “سيئ” من حياة أحدهم، ويتوقع البعض أن ما يخفيه أسوأ بكثير، لكننا أخطأنا بتحجيمها بهذه الطريقة!
فيمكننا تطبيقها على الجانب الإنساني في حياة نجوم الكرة -على سبيل المثال لا الحصر- فحقًا “ما خفي كان أعظم”، انكشف القليل جدًا من هذا الجانب، خاصةً من ناحية التبرعات المالية ودعم المحتاجين، وبقى الكثير في الخفاء بين العبد وربه.
وبالتزامن مع الشهر الكريم “رمضان المبارك” نستعرض في السطور التالية بعض الأعمال الخيرية التي كُشفت من حياة نجوم الكرة السعودية، والموثقة بشكل رسمي، بعيدًا عن المزاعم التي تتردد والتي هي كثيرة جدًا بالطبع، لكن دون أدلة..
البليهي والأيتام
رغم أن شخصيته في الملعب تميل إلى العنف والاستفزاز بعض الشيء إلا أن الجانب الإنساني في حياة علي البليهي؛ مدافع الهلال، له حقه أيضًا..
قبل أيام قليلة، كشف رفيع الشهراني؛ وكيل نجم الزعيم، عن تكفله بعدد من الأيتام خلال شهر رمضان المبارك الجاري، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
الشهراني كتب عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “من لا يشكر الناس، لا يشكر الله .. أسأل الله ألا يحرمك أجر ما تقوم به، تم إقفال العديد من حالات الأيتام، وأسأل الله أن يجازيك أضعاف ما بذلته من وقت ومال وأن يغفر لنا ولك ولأحبابنا ويعتق رقابنا جميعًا من النار”.
حسين عبدالغني والتكفل بالدوسري
حال عبدالغني؛ نجم الأهلي والنصر الأسبق، لا يختلف كثيرًا عن البليهي من ناحية الوضع داخل الملعب، بل أن الأول مسيرته أعنف بكثير، لكن ما إن كشف البعض عن الجانب الإنساني في حياته إلا واكتسب احترام الجميع..
واحد ممن كشفوا هذا الجانب هو عبيد الدوسري؛ نجم الأهلي والوحدة الأسبق، الذي قال في حوار سابق عبر قناة “روتانا خليجية”: “حسين دائم السؤال عليّ، وخصص مبلغًا ماليًا يرسله لي كل شهر، وباستمرار يتواصل معي للسؤال ما إذا كان هناك أي شيء ينقصني”.
عبدالغني نفسه تحدث عن هذا الجانب عبر برنامج “كورة روتانا”، خاصةً وأنه كان يخبر زملاءه بالحالات التي تحتاج لدعم مالي، لكنه يكتفي بالإخبار فقط موضحًا: “التبرع لا بد أن يأتي من الإنسان نفسه، لا بد أن يشعر كل شخص بمن حوله، لكن أن أقوم أنا بإنشاء صندوق لجمع التبرعات، فهي فكرة أرفضها تمامًا، من الصعب عليّ أن أدفع أي شخص لهذا العمل، خاصةً وأن بعض اللاعبين يتضايقون من هذا الأمر والبعض يحاول الابتعاد عن الشخص الذي يطالبه بالتبرع، لذلك أن يتم إنشاء صندوق تحت رعاية الاتحاد السعودي لكرة القدم أو وزارة الرياضة أفضل”.
ماجد عبدالله “صديق” القدامى
أسطورة النصر وهنا حدث ولا حرج عن الأعمال الخيرية التي يقوم بها، فهو رئيس جمعية “أصدقاء اللاعبين القدامى”، التي أنشأها نظرًا معاناة الكثير من النجوم بعد الاعتزال، فبدأ بإقناع مجموعة من المهتمين بالشأن الرياضي من أعضاء الأندية، واللاعبين السابقين والإعلاميين الرياضيين، للتكفل بعلاج أو توفير مساكن للنجوم القدامى وحتى التكفل بأسرهم بعد رحيلهم.
لكن حتى قبل مناداته بتكاتف جميع زملائه لإنشاء هذه الجمعية، كان “ماجدونا” يتخذ خطواته نحو الخير بمفرده..
أحد هذه المواقف هو ما قام به مع أسرة زميله السابق الراحل محمد الخليوي، ففي عام 2013 تنازل عن مكافأة مشاركته في مباراة تجمع بين قدامى السعودية والبرازيل، لصالح تلك الأسرة.
تيسير الجاسم وجمعية البر
الخلوق نجم الأهلي الأسبق، والذي تولى منصب نائب رئيس النادي في الموسم الماضي..
الجاسم معروف بأخلاقه العالية داخل الملعب وخارجه، ولم يعلن بنفسه عما قام به من عمل خيري، إنما تم تسريب خطاب شكر له من جمعية البر الخيرية ببني حرير وبني علوان، لقيامه بالتبرع بـ15 آلاف ريال سعودي في عام 2015م.
سامي الجابر وحفل اعتزاله
أسطورة الهلال، الذي أقيم له حفل اعتزال ضخم، قرر استغلاله بطريقة خيرية..
في عام 2008، قرر الجابر التبرع بـ25% من عائد حفل اعتزاله للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض، من خلال زيارة رسمية لمكتب الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ أمير منطقة الرياض.
كذلك شارك الجابر في حملة خيرية أطلقها تركي آل الشيخ؛ وزير هيئة الترفيه، في عام 2020، لتوفير مساكن للمحتاجين من خلال منصة جود الإسكان، إذ أعلن وقتها عن تبرعه بـ100 ألف ريال سعودي.
محمد نور ورجل مسن
أسطورة الاتحاد “القوة العاشرة”، انتشر له فيديو زعم ناشروه أنه تم تصويره “دون علمه”، لكنه كان كافيًا لإعطاء نبذة عما يفعله في الخفاء..
نور ظهر في الفيديو ملتقيًا برجل مسن، مانحًا إياه مبلغ مالي، مرددًا: “خذ هذه مشي أمورك بها”، دون إيضاح للمزيد من التفاصيل.
سالم الدوسري وإفطار الأيتام
بعيدًا عن المسؤولية الاجتماعية التي يقوم بها الهلال، فإن جناحه الأيسر يجتهد بطريقة فردية كذلك في الطريق نفسه، خاصةً مع الأطفال المرضى والأيتام..
في عام 2015م، وفي شهر رمضان المبارك، أقام الدوسري حفل إفطار لأيتام جمعية إنسان، في مقر النادي، الذي ساهم بدوره في تقديم بعض الهدايا للأطفال.
السهلاوي “سفير الأيتام”
نجم النصر الأسبق، الذي اشتهر بمواقفه الخيرية تجاه الأطفال المرضى والأيتام، حتى اختارته جمعية رعاية الأيتام في منطقة تبوك في عام 2016، ليكون سفيرًا لها، بعد الزيارات الكثيرة التي قام بها للجمعية.
أما عن إحدى اللفتات تجاه المرضى، ففي عام 2014م، تفاعل السهلاوي مع طلب طفل مبتور القدمين، بمداعبة الكرة معه قبل إحدى المباريات، وبالفعل استجاب نادي النصر وتحقق حلمه قبل مواجهة الشباب في الديربي.