عبدالرزاق حمدالله وتضحيات تاريخية مع نادي النصر..
تعودنا في أغلب الأحيان؛ عندما يقرر شخصان أو طرفان “الانفصال”، يبدأ كل منهما التشكيك في الآخر أو تشويه صورته، متناسيان بذلك العشرة التي تجمعهما.
هذا الأمر لا يختلف كثيرًا في “علاقة” نادي النصر السعودي ومجلس إدارته وجماهيره، مع النجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الفريق الأول لكرة القدم السابق.
حمدالله مثّل النصر، في الفترة من أغسطس 2018 إلى نوفمبر 2021، قبل الانتقال إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد السعودي، في الميركاتو الشتوي “يناير 2022”.
حمّل التطبيق الآن الخاص بشاهد لمتابعة دوري روشن
وخلال الفترة التي قضاها المهاجم المغربي مع الفريق النصراوي؛ تحوّل إلى أحد أساطير النادي بـ”أرقامه وإنجازاته”؛ حيث سجل 112 هدفًا وصنع 24 آخرين، خلال 108 مباريات رسمية، متوّجًا بلقبي الدوري السعودي للمحترفين “مرة” وكأس السوبر “مرتين”.
كل هذه الأرقام والإنجازات لم تشفع لحمدالله أمام مسؤولي وجماهير النصر، الذين أخذوا يهاجمون اللاعب بشراسة؛ بعد الانضمام إلى العميد الاتحادي.
نعم.. هُناك تحفظات على شخصية عبدالرزاق حمدالله من الكثيرين؛ لكن الحقيقة التي لا يُمكن أن ينكرها أي شخص؛ هي أن اللاعب قدّم تصحيات كبيرة للغاية، من أجل قلعة العالمي.
أبرز تضحيات حمدالله من أجل النصر؛ منذ لحظة التفاوض معه في صيف 2018، وحتى بعد الرحيل بشكل رسمي..
تحدي الظروف السياسية أولى التضحيات
“تنازلت عن مستحقاتي مع نادي الريان القطري”.. هكذا صرح المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله؛ بعد الانتقال إلى النصر السعودي، في أغسطس من عام 2018.
وقتها.. كانت هُناك “مقاطعة” بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر؛ لذلك لم يستطع النصر، التفاوض بشكل مباشر مع إدارة نادي الريان، من أجل حسم صفقة حمدالله.
المهاجم المغربي تكفل بالتفاوض مع إدارة النادي القطري بنفسه، لإنهاء عقده مع الفريق الأول لكرة القدم بـ”التراضي”؛ حيث تنازل في سبيل ذلك، عن مبالغ مالية ضخمة.
وبالفعل.. نجح عبدالرزاق حمدالله، في التوصل إلى اتفاق مع إدارة نادي الريان لـ”الرحيل”؛ أعقبه إعلان مجلس إدارة النصر، التعاقد مع اللاعب في صفقة انتقال “حر”.
الراتب الأقل بين أجانب النصر
تضحيات عبدالرزاق حمدالله، لارتداء قميص النصر، لم تتوقف عند التنازل عن مستحقاته المالية مع نادي الريان فقط؛ بل أن اللاعب وافق على تقاضي أقل راتب بين جميع أجانب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، في موسمه الأول 2018-2019.
مصدر خاص لموقع “كووورة” كشف وقتها، عن أن حمدالله تقاضى في موسمه الأول مع نادي النصر، مبلغ مالي يُقدر بـ11 مليون و250 ألف ريال سعودي.
وفي هذا السياق.. أكد الإعلامي الرياضي فلاح القحطاني، على أن المهاجم المغربي لم يُسبب أي مشكلة داخل الفريق النصراوي، على الرغم من أنه كان يقدّم مستويات أفضل من باقي أجانب الفريق، الذين كانوا يتقاضون مبالغ مالية أعلى بكثير.
تجاهل العرض الإيطالي “المفاجئ”
بعد تألقه مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، في موسم 2018-2019، تحصل عبدالرزاق حمدالله على عرض إيطالي كبير؛ للتعاقد معه بشكل رسمي.
هذا العرض الإيطالي؛ تزامن مع إعلان سعود آل سويلم، رئيس مجلس إدارة نادي النصر وقتها، رحيله عن منصبه، والدعوة إلى انتخابات جديدة في النادي.
آل سويلم الذي تعاقد مع حمدالله، كان قد وعد اللاعب بـ”تحسين” راتبه وتعويضه ماليًا، بداية من موسمه الثاني مع الفريق النصراوي؛ وذلك قبل أن يرحل من منصبه.
وبالرغم من الغموض بشأن تنفيذ الإدارة الجديدة، لوعود آل سويلم من عدمها؛ رفض المهاجم المغربي، الرد على العرض الإيطالي الذي وصفه بالمفاجأة، إلا بعد اتضاح الصورة في قلعة العالمي.
عبدالرزاق حمدالله صرح لقناة “ميديا 1 تي في”؛ قائلًا: “احترم عقدي مع النصر، ولن اتخذ أي قرار بشأن مستقبلي؛ إلا بعد انتهاء الانتخابات والجلوس مع الإدارة الجديدة”.
خوض المباريات بإصابات خطيرة
“كنت ألعب وأنا مصاب حبًا في النصر”.. بهذه الجملة تحدث عبدالرزاق حمدالله، عن مسيرته مع الفريق الأول لكرة القدم، والتي امتدت من أغسطس 2018 إلى نوفمبر 2021.
عبدالرزاق كشف في تصريحات لبرنامج “أكشن مع وليد”، عن أنه تحامل على نفسه كثيرًا، من أجل مساعدة الفريق النصراوي؛ قائلًا: “أي لاعب آخر لم يكن يستطيع أن يخوض المباريات بمثل هذه الإصابات”.
وأكد المهاجم المغربي، على أن الإصابات التي كان يُعاني منها، لم تكن سهلة أبدًا؛ وعلى الرغم من ذلك تحامل على نفسه كثيرًا.
وبالفعل.. الكثير من جماهير النصر، أثناء تواجد اللاعب في صفوف الفريق الأول، وقبل الانقلاب عليه بعد الرحيل؛ كانوا يشيّدون بتضحية عبدالرزاق حمدالله الكبيرة، بخوض المباريات وهو مصاب؛ بل وكان يتألق ويقود الفريق، للبطولات.
الذهاب لبيوت المسؤولين من أجل الاعتذار
العلاقة السيئة بين عبدالرزاق حمدالله وأحمد الغامدي، الذي كان يشغل وقتها منصب الرئيس التنفيذي بنادي النصر؛ كانت السبب في رحيل المهاجم المغربي، عن قلعة العالمي.
لكن على الرغم من ذلك.. حاول حمدالله أن يتصالح مع الغامدي؛ من أجل الاستمرار مع الفريق النصراوي، وعدم الرحيل؛ وفقًا لما ذكره عبدالرحيم، شقيق ووكيل أعمال اللاعب.
عبدالرحيم حمدالله كشف في تصريحات مع صحيفة “الرياضية”، عن أن المهاجم المغربي ذهب إلى بيت الغامدي؛ من أجل أن يصفي الخلافات معه، مع استعداده للذهاب إلى أعضاء مجلس الإدارة أيضًا؛ إلا أن الرئيس التنفيذي رفض أي اعتذار منه.
وشدد وكيل عبدالرزاق حمدالله، على أن رئيس النصر مسلي آل معمر والعديد من القيادات المسؤولة في النادي، لم تتدخل لحل الأزمة؛ على الرغم من أن أحمد الغامدي هو من أخطأ في حق المهاجم المغربي كثيرًا.
براءة من أكبر سلطة في السعودية
عندما انضم عبدالرزاق حمدالله، إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد السعودي، في يناير 2022، قررت الإدارة النصراوية، رفع شكوى ضد اللاعب وقلعة العميد.
في البداية.. صُدِر قرار بإيقاف حمدالله “4 أشهر”؛ بحجة التفاوض مع الاتحاد، خلال سريان عقده مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر.
لكن.. مركز التحكيم الرياضي السعودي – وهو أعلى سلطة تحكيمية في البلاد -، خفض مدة إيقاف المهاجم المغربي، لأقل من شهر تقريبًا، مع تأييد العقوبات على نادي الاتحاد ومديره التنفيذي وقتها حامد البلوي.
السبب في ذلك؛ أن مركز التحكيم وصل إلى قناعة، بأن نادي الاتحاد والبلوي هما من فاوضا حمدالله أثناء سريان عقده مع النصر، بينما اللاعب رد قائلًا: “إذا أردتم التعاقد معي.. عليكم التحدث مع إدارة العالمي”.
أي أن اللاعب ورغم جميع خلافاته وقتها مع الإدارة النصراوية وأحمد الغامدي؛ رفض خيانة النادي، وطلب من الاتحاديين السير في الطرق النظامية، من أجل التعاقد معه.
حاول التسوية.. حمدالله تعرض لـ”ظلم جم”
أحمد البريكي المدير التنفيذي الأسبق لنادي النصر، خرج عن صمته منذ أيام قليلة؛ ليكشف عن مفاجآت كبرى بشأن علاقة عبدالرزاق حمدالله مع قلعة العالمي.
وفي تصريحات مع بودكاست “على بياض”.. اعترف البريكي، بأن حمدالله لم يحصل على رواتبه لأكثر من 3 أشهر مع نادي النصر؛ وعلى الرغم من ذلك لم يتحرك لفسخ عقده.
وكشف عن أن الإدارة النصراوية، عندما قررت فسخ عقد المهاجم المغربي في نوفمبر 2021؛ حاول اللاعب الوصول إلى “تسوية”، حتى لا تتصاعد القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وشدد أحمد البريكي، على أن عبدالرزاق حمدالله كان يريد هذه “التسوية”؛ من أجل الحفاظ على علاقته الرائعة مع جماهير النصر.
ووصف البريكي، ما تعرض له حمدالله في أيامه الأخيرة مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر بـ”الظلم الجم”، مبرئًا اللاعب أمام الرأي العام السعودي والعربي.