احذر من بيانكي وتعلم من سيميوني .. جاياردو، هل حان وقت أوروبا؟
ثورة قام بها نجم التانجو في التدريب ببلاده
قبل أيام، نشرت صحيفة “سبورت” الكتالونية مقالاً ناقشت فيه فكرة تعيين مارسيلو جاياردو مدرباً لبرشلونة حال إقالة رونالد كومان، ووصفت التجربة بالمجنونة ولكن تستحق المحاولة والتفكير.
يمكن وصف ما قام به صاحب الخمسة وأربعين عاماً في ريفر بليت بالثورة في الفريق العريق، بل والكرة الأرجنتينية ككل منذ تعيينه في 2014.
عاد ريفر بليت عملاقاً في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية خصيصاً مع تعيين لاعبه السابق مدرباً، ففاز بكأس ليبرتادوريس مرتين، منهم الشهيرة في 2018 بنهائي القرن على الجار بوكا، وحقق الكوبا سودا أمريكانا في مناسبة، والسوبر القاري ثلاث مرات، والكأس المحلية أيضاً ثلاث مرات، وفاز بالسوبر المحلي في مناسبتين.
والآن وبعد خسارة ريفر بليت في نصف نهائي ليبرتادوريس على يد بالميراس وفشله ببلوغ النهائي من جديد فُتح باب الحديث بخصوص مستقبل جاياردو، وهل حان الوقت لأخذ الخطوة الطبيعية والارتقاء بمشواره عبر الانتقال إلى أوروبا.
فيلم وثائقي من مذكرات مارادونا ” يحكي تفاصيل الخيانة وقتل طبيب برشلونة له”
أظهر لاعب موناكو وبي إس جي السابق أنه مدرب عصري بعقلية أوروبية، ريفر بليت معه كان فريقاً تكتيكياً من الطراز الأول يعرف كيف يدير المباريات ويحافظ على تقدمه عند التقدم بتحصين الدفاعات ولعب المرتدات، ولا يلعب بسذاجة فرق أمريكا اللاتينية المعهودة التي تفضل الاندفاع الهجومي وتنجرف وراء العصبية عند أول التحام.
تعامل جاياردو أيضاً بذكاء مع هجرة نجومه المستمرة للاحتراف، فعرف دائماً كيف يعوض رحيل الأسماء مثل بيتي مارتينيز، لوكاس كوارتا، إيزيكيل بالاسيوس، خوان كينتيرو، سيباستيان دريوسي، لوكاس ألاريو، جابرييل ميركادو، جيوفاني سيميوني، والعديد من الأسماء البارزة.
كان دوماً ذكياً المدير الفني في بناء الهيكل الرئيسي لفريقه، فحافظ على العمود الفقري من المخضرمين من الحارس فرانكو أرماني، وقائد الدفاع خافيير بينولا، أو القائد إنزو بيريز، وعوض سريعاً الراحلين بلاعبين لا يقلون من حيث الجودة والقدرة على تأدية المطلوب.
الآن بعد ستة أعوام فعل فيها كل شيء قد يكون حان الوقت للرحيل، ولكن السؤال، لماذا لا تبدي أندية أوروبا اهتماماً بجاياردو؟ صديقه المقرب أندريس كالامارو وصفه بأنه أكثر المدربين المطلوبين في العالم الآن، ولكن الواقع يقول غير ذلك.
حتى الآن لم يتم ربط جاياردو جدياً بأي فريق أوروبي باستثناء بعض التقارير التي تحدثت عن فالنسيا وبنفيكا قبل تعيين جورجي جيسوس، ولم يتم الحديث بخصوصه وربطه بأي من كبار القوم في القارة العجوز.
صحيفة “أولي” الشهيرة في بلاده قالت إن جاياردو سيكون مطالباً بأن ينزل من عرشه ويعود إلى فقط كونه مدرباً وليس صانع المعجزات إذا أراد العمل في أوروبا، الرجل تعود أن يكون ملكاً في الأرجنتين ولكن الانتقال لمستوى أعلى كروياً سيتطلب أن يبدأ من الصفر.
البعض أشار إلى تجارب عمالقة من الأرجنتين تدريبياً مثل كارلوس بيانكي لم تنجح تجاربهم الأوروبية رغم النجاحات اللاتينية، وحتى دييجو سيميوني عانى في البداية وبدأ من بوابة كاتانيا في إيطاليا قبل التوهج في أتلتيكو مدريد.
نقطة أخرى هي تخوف الأندية الكبرى من المقامرة على جاياردو، الكل يريد النجاح مباشرة ولا يتحمل الدخول في فترة تجارب قد تؤتي بثمارها أو لا، خصوصاً في ظل أوضاع اقتصادية صعبة راهنة.
لا نقاش حول إمكانيات جاياردو التدريبية التي أثبتها في سنواته الناجحة مع ريفر بليت، ولكن العمل في أوروبا وما يأتي معه من ضغوطات ليس لأي أحد، ولكن الأكيد أن رؤية جاياردو في أحد أندية القارة العجوز ستكون تجربة مثيرة وتستحق المتابعة عند حدوثها.