أشار «بنك أوف أميركا» إلى أن تحسن قطاع النقل وتقدم حملات التطعيم ضد فيروس كورونا عالميا، بالاضافة إلى النمو الاقتصادي مؤخرا، كلها عوامل إيجابية لأسعار النفط هذا العام، موضحا أن هناك عوامل أخرى قد ترفع أسعار الخام تتمثل بالتضخم والتيسير النقدي وضعف الدولار.
وقال تقرير البنك: «إن نشاط حملات التطعيم عالميا تشير إلى أن الأصول المالية والسلع مثل النفط سيكون أداؤها قويا في العام الحالي، وستساهم محركات الاقتصاد الكلي الكبيرة بما فيها ضعف الدولار والتضخم والتيسير النقدي إلى ارتفاع أسعار النفط في 2022 أيضا».
وذكر أن خام برنت سجل انتعاشا متواضعا حتى الآن، حيث تجاوز سعر البرميل بالكاد الـ70 دولارا مرتين هذا العام، لافتا إلى أن الطلب العالمي على النفط لا يزال عند مستوى 95 مليون برميل يوميا أو أقل بــ %4 من مستوى ما قبل تفشي كورونا في عام 2019، ولا تزال منظمة أوبك+ تملك كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية».
حملات التطعيم
وأضاف «بنك أوف أميركا»: «استهلاك النفط قد يزيد عالميا قريبا على مستوى العالم، ففيما ان زيادة حالات كورونا في الهند ذات الكثافة السكانية الكبيرة قد قللت من نشاط التنقل واستهلاك النفط، فإن الصلة بين حالات الفيروس واستهلاك الوقود بدأت بالانهيار في جميع أنحاء العالم بفعل حملات التطعيم».
وتابع: «رغم عودة ظهور حالات كورونا في دول سجلت مستويات مرتفعة من التطعيم مثل الإمارات والبحرين فإن معدلات دخول المستشفيات والعناية المركزة والوفيات بقيت منخفضة، متوقعاً نمو الطلب العالمي على برنت بين 2021 و2023 بأكثر من 9 ملايين برميل يوميا وهو المعدل الأسرع منذ سبعينيات القرن الماضي، مذكرا بأن وكالة الطاقة الدولية أعلنت في تقريرها الشهري في أبريل أن حملات التطعيم ستدعم آفاق الطلب على النفط عالميا».
وذكرت وكالة الطاقة في تقريرها الشهر الماضي أن أساسيات ارتفاع أسعار النفط تبدو أقوى الآن، مشيرة إلى الزيادة الهائلة في مخزونات النفط العالمية التي تراكمت منذ أزمة كورونا يتم تصديرها واستهلاكها فيما تتزايد وتيرة حملات التطعيم، ويبدو أن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل الآن.
التصريحات الإيرانية تضغط على الأسعار
بعد 3 أسابيع متتالية من الارتفاع، انخفضت أسعار الذهب الأسود بنحو %3 في الأسبوع الثالث من مايو بضغط من التصريحات الإيرانية التي كشفت عن استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن قطاعات النفط والبنوك والشحن وسط ترقب التوصل إلى اتفاق.
وتأتي التراجعات الأسبوعية لأسعار النفط على الرغم من صعودها بنحو %2 يوم الجمعة مدفوعة بالعاصفة التي ضربت خليج المكسيك وسط احتمالات بتحولها الى إعصار خلال 48 ساعة القادمة بحسب المركز الوطني الأميركي للأعاصير.
عوامل أخرى تسيطر أيضا على توجهات المستثمرين، فالتفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود هذا الصيف بدعم من تقدم برامج التطعيم في أوروبا والولايات المتحدة.. تقابله المخاوف التي ينشرها وباء كورونا بعد تزايد الحالات في أجزاء من آسيا. إلا أن هذه المخاوف لم تمنع شركات الطاقة الأميركية من إضافة حفارات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الرابع على التوالي.