دعا الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى علاقة شراكة بين بلاده وكلّ من مصر ودول الخليج العربية تنطوي “ربح متبادل”، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى تطبيع علاقاتها مع منافسيها الإقليميين.
وقال أردوغان في مقابلة مع قناة “تي آر تي” التلفزيونية الحكومية مساء أمس الثلاثاء إن بلاده تأمل في زيادة تعاونها مع مصر ودول الخليج إلى أقصى حد “على أساس نهج يحقق الفائدة للجميع”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تعمل فيه أنقرة على إصلاح علاقاتها مع القاهرة وبعض دول الخليج العربية بعد توتر دام سنوات.
وتوترت علاقات تركيا بمصر والسعودية بسبب قضايا عدة، من مواقف متعارضة تجاه الإسلام السياسي والصراع الليبي وشرق البحر المتوسط.
وسعت تركيا جاهدة في الشهور القليلة الماضية إلى إصلاح العلاقات مع القوى الإقليمية. وأرسلت وفدا إلى القاهرة لإجراء محادثات، وأجرى وزير خارجيتها جاويش داود أوغلو مباحثات في الرياض مع نظيره السعودي.
قال أردوغان لقناة (تي.آر.تي) الإخبارية “لدينا إمكانات كبيرة للتعاون مع مصر في نطاق واسع من المجالات من شرق البحر المتوسط إلى ليبيا”، مضيفا “أعرف الشعب المصري جيداً وأُكِن له المحبة، فالجانب الثقافي لروابطنا قوي جداً، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد”.
ويعقد وفد تركي محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة منذ الأسبوع الماضي في أول اتصال مباشر بين القوتين الإقليميتين المتنافستين منذ سنوات.
وبعد أزمة دبلوماسية استمرت سنوات عدّة بين تركيا والدول العربية الثلاث، قادت أنقرة مؤخّراً جهوداً دبلوماسية حثيثة لإصلاح علاقاتها مع العواصم الثلاث، بدءاً بالقاهرة.
وكشف الرئيس التركي، عن استمرار عقد اجتماعات بين الجانبين التركي والمصري، قائلاً: “أعطينا تعليمات كاملة لجميع وزاراتنا من أجل الاجتماعات واللقاءات مع نظرائهم في مصر، كما قمنا بإعطاء تعليمات للمؤسسات المالية والاقتصادية”، لافتاً إلى أن تركيا “تطمح دائماً للاستفادة من جميع الإمكانيات والطاقات الموجودة في كلا الدولتين، وتطوير العلاقات الثنائية، مما يؤدي إلى ربح كلا الدولتين”.
وتأتي بادرة الانفتاح التركي في وقت تسعى فيه أنقرة للخروج من عزلتها الدبلوماسية في شرق المتوسط حيث أدّى اكتشاف حقول ضخمة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة إلى شراكة بين الدول المطلّة على هذه المنطقة البحرية ترى أنقرة أنّها مجحفة بحقّها.
كما تسعى أنقرة إلى تحسين علاقاتها بكلّ من السعودية والإمارات اللتين تباعد بينهما وبين تركيا ملفات عديدة أحدها الوضع في ليبيا.