مع أن السعوديين عادة ما يسافرون للخارج خلال فصل الصيف هرباً من الحرارة العالية في المملكة والتي تصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية، فقد جعلتهم جائحة فيروس كورونا، التي حالت دون سفرهم للخارج، يتدفقون على المطاعم والمقاهي في المجمعات التجارية المفتوحة في الرياض وغيرها، الأمر الذي يعزز قطاع المستهلكين في البلاد.
وسمحت السعودية في مايو لمواطنيها بالسفر للخارج دون تصريح رسمي مسبق بعد حظر استمر أكثر من عام، لكنها ما زالت تُبقي على «قائمة حمراء» تضم دولاً لا يمكن لمواطنيها زيارتها، ولذلك آثر كثيرون قضاء عطلاتهم داخل المملكة.
الإنفاق الاستهلاكي
وقفزت قيمة معاملات نقاط البيع في الدولة الخليجية، وهي أحد مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي، بنسبة 71.7 في المئة على أساس سنوي في مايو ، الشائع بأنه شهر عطلات، إلى 40.27 مليار ريال «10.7 مليار دولار».
وعجّت المطاعم والمقاهي ودور السينما والفنادق بالرواد في العاصمة الرياض، واستمر ظهور أماكن أخرى جديدة مستفيدة من التخفيف التدريجي للإجراءات الصارمة ذات الصلة بالحياة العامة.
وبينا تتناول الطعام مع مجموعة من الأصدقاء في أحد المطاعم، قالت زينب محمد، وهي سورية مقيمة في السعودية، «الرياض» مدينة حلوة، مريحة، مشيرة إلى أن المميز فيها أن السلطات المعنية أحضرت كل شيء من كل أنحاء العالم، مؤكدة أن هذا الشيء يميزها، وأن الخيارات كثيرة لقضاء أجمل الأوقات خارج المنزل، وكل يوم تتفاجأ بشيء أجمل وأحلى».
وقال بشير عداسي، أردني مقيم بالمملكة، «صرت مش مضطر أطلع كل سنة أعمل سياحة في دولة تانية ع أساس أحس هذا الإحساس، اللي بأحسه هون، جودة الحياة كتير اختلفت، جودة الأشياء اللي بتتقدم من ناحية كافيهات، مولات، شوارع، أماكن ممكن الواحد يروح عليها، أنا بحكي فرقت بنسبة 360 درجة».
وقال أسامة حسين، نائب رئيس شركة إيليت للمواد الغذائية، «يمكن للأُسر أن تستمتع بوجبة غداء لطيفة معاً، وجبة عشاء لطيف معاً، في أجواء لطيفة، مفتوحة مع موسيقى لطيفة، وبطعام جيد والجلوس معاً دون فصل». أتصور أن هذا أصبح أكثر شيوعاً، الاستثمارات في مثل هذا القطاع ربما قبل 10 سنوات كان يمكن أن تكون صعبة، لكن في الوقت الحالي أعتقد أن هذا هو ما يمر به كل السوق وسيحققه في غضون 10 سنوات أخرى من الآن، سيكون الطعام والشراب، سيكون الاستثمار في قطاع المشروبات».
وقالت نوال شنكار، وهي سعودية، «الصراحة أنا أحب أن السعودية تتجه الآن فيما يتعلق بالترفيه، فيما يتعلق بالمطاعم، يعني الواحد حتى ما صار يحتاج يسافر للخارج، من كتر وسائل الترفيه المتوفرة لدينا هنا، خلاص يعني تحقق لدينا الرضا، وفيما يتعلق بصناعة الفندقة فهي تنمو بالفعل وتزدهر بالفعل هنا، كل المطاعم، وكل الأسماء يعني بدل ما تروح تفتح بره بييجوا ويفتحوا هنا في السعودية، فبصراحة أحب التوجه الذي نسلكه».
ويعد تطوير السياحة الداخلية من بين الطموحات الرئيسية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.