ليس من المتوقع السماع عن مثل هذه الأخبار في كرة القدم، فكلمة حرب تستخدم عادة في كرة القدم للتضخيم من حجم مواجهة بين فريقين كبيرين، أو عن مدى سخونة لقاء هام، لكن حرب بشكل حقيقي شيء غير متوقع الحدوث بسبب مباراة، فكيف كان الأمر في مباراة الهندوراس والسلفادور.. هل قامت حرب فعلية بين الدولتين؟.
في البداية هناك خلفية صراع سياسي وطبقي بين الدولتين علينا معرفته، فدولة السلفادور كان يعاني شعبها من الفقر، بسبب تملك فئة قليلة من الأفراد للأراضي الزراعية وباقي الشعب يعاني من البطالة، مما أدى لهجرة الكثير من المواطنين إلى الهندوراس التي كانت مساحتها أكبر من السلفادور بخمس مرات والعمل كمزارعين.
تلك الهجرة تسببت في زيادة البطالة بدولة الهندوراس، وسيطرة الكثير من السلفادورين على أراضي الهندوراس، مما تسبب في اتخاذ قرارات من حكومة الهندوراس بأعاده فرض سيطرتها على تلك الأراضي، وتوزيعها على المواطنين مرة أخرى وطرد السلفادورين المحتلين للأراضي، وهذه الإجراءات أثارت غضب الحكومة السفادورية وانقطعت من بعدها العلاقات الدبلوماسية حتى تدخل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، في مهمة حكومية لإعادتها.
تلك كانت خلفية الصراع الهندوراسي والسلفادوري، أما المباراة فهي كانت ضمن تصفيات كأس العالم 1969، حيث لعب كل منتخب مباراة على أرضه وفاز كل منتخب بهدف مقابل لا شيء، فتقرر أقامه مباراة فاصلة في المكسيك بتواجد أمني مكثف، حيث تم الاعتداء على كل منتخب من جمهور المنتخب الآخر في كل مباراة والأجواء مشحونة.
استمر التعادل طوال المباراة حتى جاء هدف متأخر للسلفادور قضى على منتخب الهندوراس، مما تسبب في جنون الجمهور واندلاع الشغب، وتم الاعتداء من قبل جمهور الهندوراس على جمهور السلفادور، وبوجود قوات للدولتين على الحدود مستعدة للقتال قامت طائرة هندوراسية باختراق المجال الجوي للسلفادور وضرب الأراضي السلفادورية، مما أدى لقيام السلفادور، بهجوم أيضا ودخلت القوات السلفادورية للأراضي الهندوراسية ودارت حرب قوية بين الدولتين.
الحرب دامت لمدة 4 أيام وقع ضحيتها أكثر من 3000 شخص والكثير من المصابين، فضلًا عن أكثر من 50 ألف شخص فقد منزله، حتى تدخلت الدول المجاورة وتم حل الأزمة وتوقفت الحرب، لكن التجارة بين البلدين توقفت لعقود والحدود أغلقت.